تفسير قوله الله تعالى ” تنزل الملائكة والروح فيها “

قال تعالى في سورة القدر في الآية الرابعة (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْر)، وفيما يلى تفسير الآية الكريمة .


تفسير قوله الله تعالى ” تنزل الملائكة والروح فيها “


:



– تفسير القرطبي :

فسر

القرطبي

قوله تعالى : ” تنزل الملائكة والروح فيها بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْر”، حيث فسر “تنزل الملائكة: أي تهبط الملائكة من السماء ، وينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس، وقد قال القشيري : (أن الروح صنف من الملائكة، جعلوا حفظة على سائرهم ، وأن الملائكة لا يرونهم ، كما لا نرى نحن الملائكة) .

وقال مقاتل : (هم أشرف الملائكة، وأقربهم من الله تعالى)، وقال القشيري : (قيل هم صنف من خلق الله يأكلون الطعام، ولهم أيد وأرجل، وليسوا ملائكة)، وقال ابن عباس : (كقوله تعالى : يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله، وقراءة العامة تنزل بفتح التاء، إلا أن البزي شدد التاء)، وقد وقرئها طلحة بن مصرف وابن السميقع بضم التاء على الفعل المجهول، وقرأ علي وابن عباس وعكرمة والكلبي من كل امرئ .

قيل عن ابن عباس في الآية الكريمة : من كل ملك، وقال الكلبي : أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة، فيسلمون على كل امرئ مسلم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة ، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى .


– تفسير الطبري :

فسر

الطبري

قوله  تعالى : ” تَنـزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ “، وقد اختلف أهل التأويل في تفسير الآية الكريمة، فهناك من فسر أن الملائكة تنزل إلى الارض وجبريل معهم في ليلة القدر بإذن من ربهم، وقد ذكر في ذلك قول قتادة في قوله تعالى “مِنْ كُلِّ أَمْر” : يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.

وقال آخرون في قوله تعالى “تَنـزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ” أن الملائكة تنزل من السماء ولا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا وسلَّموا عليهم، وقد ذكر عن ابن عباس : أنه كان يقرأ ” من كل امرئ سلام ” وهذه القراءة من قرأ بها وجَّه معنى من كلّ امرئ : من كلّ ملَك، كان معناه عنده : تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات، ولا أرى القراءة بها جائزة، لإجماع الحجة من القرّاء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله ” أمر ” ياء


– تفسير ابن كثير :

فسر

ابن كثير

قوله تعالى ” نَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”، حيث تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، وأن الملائكة يتنزلون فتنزل معهم البركة والرحمة من السماء، وهم يتنزلون عند تلاوة القرآن ويكثرون النزول في حلقات الذكر.

وفسر قوله تعالى ” والروح فيها ” : أي أن جبريل عليه السلام سوف ينزل مع الملائكة في ليلة القدر وهذا من باب عطف الخاص على العام، وقيل أيضا في الآية الكريمة : هم ضرب من الملائكة ، كما تقدم في سورة النبأ.

وقد قال مجاهد في قوله تعالى “من كل أمر” : سلام هي من كل أمر، وقيل عن مجاهد في قوله تعالى : ” سلام هي ” : هي سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى ، وقيل عن قتادة وغيره : تقضى فيها الأمور ، وتقدر الآجال والأرزاق ، كما قال تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم )