ثلاث منبهات أخرى في الشاي الأخضر غير الكافيين

يحتوي الشاي على 4 مواد لها تأثيرات منبهة وتنشيطية على الدماغ، الأكثر شهرة فيها هو الكافيين، وهو منبه قوي يمكن الحصول عليه أيضا من القهوة والمشروبات الغازية، ويحتوي الشاي أيضا على مادتين متعلقتين بالكافيين هما : الثيوبرومين والثيوفيلين، كما أنه يوفر حمضا أمينيا فريدا من نوعه يسمى L-theanine، والذي له بعض التأثيرات المثيرة جدا على الدماغ .

التأثيرات المختلفة للشاي والقهوة


بالتحدث عن التأثيرات النفسية للقهوة والشاي، فكلاهما يحتوي على مادة

الكافيين

وبالتالي يكون لهما تأثير شبيه بالمنبه على الدماغ، لكن طبيعة هذه التأثيرات مختلفة تماما، وفي تشبيه مثير للاهتمام حول هذا الأمر، يشبه أحدهم التأثير الذي يقدمه الشاي بالتشجيع بلطف على فعل شيء من جدة محبة، في حين أن القهوة تشبه ركلة في المؤخرة من رجل عسكري، وبعد البحث في الشاي وكيف يؤثر على العقل، تبين أن الشاي يحتوي على مادة الكافيين أقل من القهوة، ولكنه يحتوي أيضا على ثلاثة مواد منشطة أخرى يمكن أن توفر نوعا من التأثير التآزري .

الكافيين


الكافيين هو أكثر المواد المستخدمة على نطاق واسع في العالم من حيث التأثير النفساني، وقد يبدو هذا شيئا سيئا، لكن لا يجب أن يكون كذلك، حيث يعد البن الذي يعد أكبر مصدر للكافيين، أحد أكبر مصادر

مضادات الأكسدة

في النظام الغذائي الغربي، وقد ارتبط استهلاكه بمزايا صحية متنوعة، وثاني أكبر مصدر للكافيين في جميع أنحاء العالم هو الشاي، والذي يميل إلى توفير كمية معتدلة من الكافيين، وهذا يتوقف على نوع الشاي .

والكافيين يحفز

الجهاز العصبي المركزي

، ويزيد من اليقظة ويقلل من النعاس، وهناك العديد من النظريات حول كيفية عمله، والشيء الرئيسي المتفق عليه هو أنه يعتقد أنه يعرقل الناقل العصبي المثبط الذي يدعى الأدينوزين في بعض نقاط الاشتباك العصبي في الدماغ، مما يؤدي إلى تأثير منشط، ويعتقد أن الأدينوزين يزداد في الدماغ على مدار اليوم، مما يؤدي إلى نوع من ” ضغط النوم “، فكلما ازدادت نسبة الأدينوزين كلما ازداد الميل إلى النوم، والكافيين يعكس جزئيا هذا التأثير، والفرق الرئيسي بين الكافيين في القهوة والشاي هو أن الشاي يحتوي على كمية أقل بكثير منه عن القهوة، ويمكن للفنجان القوي من القهوة أن يوفر ما بين 100 و 300 ملغ من الكافيين، في حين أن كوبا من الشاي قد يوفر 20 – 60 ملغ فقط .

ثلاث منبهات أخرى في الشاي بخلاف الكافيين



1- الثيوفيلين والثيوبرومين


الثيوفيلين والثيوبرومين هما منبهان من ضمن الثلاث منبهات المذكورين والموجودين في الشاي الأخضر وغيره من أنواع الشاي غير الكافيين، وينتميان إلى فئة من المركبات العضوية تسمى زانثينز، وكلاهما له العديد من الآثار الفسيولوجية على الجسم، فالثيوفيلين يريح العضلات الملساء في مجرى الهواء، مما يجعل التنفس أسهل بينما يحفز كل من معدل وقوة تقلصات عضلة القلب، والثيوبرومين يمكن أيضا أن يحفز القلب، ولكن له تأثير مدر للبول معتدل ويحسن تدفق الدم في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وتعد حبوب الكاكاو أيضا مصدر جيد لهذين المادتين  .

كميات هذه المواد في كوب من الشاي صغيرة جدا على الرغم من ذلك، وبالتالي فإن تأثيرها الصافي على الجسم ربما لا يكاد يذكر، حيث يتم استقلاب بعض الكافيين الذي نتناوله في الثيوفيلين والثيوبرومين، لذلك في كل مرة نستهلك فيها الكافيين سوف يزيد بشكل غير مباشر من مستويات هذه المستقلبين، إذن الثيوفيلين والثيوبرومين هي مركبات عضوية مرتبطة بالكافيين وتوجد بكميات صغيرة في الشاي، لكنها تحفز الجسم بعدة طرق .

2- L-theanine ” الحمض الأميني النفسي وخصائصه الفريدة من نوعها “


المادة الأخيرة هي الأكثر إثارة للاهتمام من بين الأربعة مواد السابق ذكرهم، فهي نوع فريد من الأحماض الأمينية تدعى L-theanine، والتي وجدت أساسا في مصنع شاي ( كاميليا سينينسيس )، ومثل الكافيين والثيوفيلين والثيوبرومين يمكن أن تدخل هذه المادة الدماغ عن طريق عبور الحاجز الدموي الدماغي، وفي البشر تزيد L-theanine من تكوين الموجات الدماغية التي تسمى موجات ألفا، والتي ترتبط بالاسترخاء، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي للأصوات المختلفة التي يولدها الشاي، وقد يؤثر L-theanine على الناقلات العصبية في الدماغ مثل GABA والدوبامين، وقد اقترحت بعض الدراسات أن هذه المادة وخاصة عندما تقترن بالكافيين، يمكن أن تحسن الانتباه ووظائف الدماغ  .

الخط السفلي


قد يكون الشاي لاسيما

الشاي الأخضر

، البديل المناسب لأولئك الذين لديهم حساسية للكميات العالية من الكافيين في القهوة، وبسبب L-theanine وتأثيرها على موجات ألفا في الدماغ، قد يكون الشاي أيضا خيارا أفضل من القهوة لأولئك الذين يحتاجون إلى التركيز لفترات طويلة، وهذا هو السبب في الشعور بالراحة والتركيز عند شرب الشاي الأخضر، دون الشعور المفرط مثل الشعور الذي تسببه القهوة، ومع ذلك لا يمكن الحصول على نفس التأثيرات الحافزة القوية التي تعطيها القهوة، وبشكل عام أعتقد أن الشاي والقهوة لهما مزايا وعيوب مختلفة، لذا كنصيحة : يبدو الشاي أفضل خيار عند القيام بالعمل على الكمبيوتر أو الدراسة، في حين أن القهوة أكثر ملاءمة للأنشطة البدنية مثل التمارين الرياضية .