قصة المثل اشأم من طويس


طويس المغني :

هو عيسى بن عبد الله أبو عبد المنعم المدني مولى بني مخزوم، هو أول مغني غنى باللغة العربية في

المدينة المنورة

، حيث قيل عن أبي المسكين أنه قال (ول من غنى بالعربي بالمدينة طويس، وكان طويلاً أحول يكنى أبا المنعم، مولى بني مخزوم، وكان لا يضرب بالعود. إنما كان ينقر بالدف، وكان ظريفاً عالماً بأمر المدينة وأنساب أهلها، وكان يتقى للسانه)، وقد كان طويس مولعا بالشعر العربي وخاصة شعر الاوس والخزرج في حروبهم، وكان دائما ما يتغنى به.

وعلى الرغم من حب الناس له لطرافته وبراعته في الغناء وخفة ظله وقدرته على اضحاك الآخرين، إلا أنه كانوا يتشاءمون منه ويضربون بشئمه الامثال حيث قيل اشأم من طويس، حيث أنه كثيرا ما كان يقول: أنا عبد النعيم أنا طاووس الجحيم، أشأم من مشى الى الحطيم.

وقد كان أهل  المدينة يخفون من وجوده ويشائمون منه كان يسمى نفسه طاووس ولكن تم تصغير الاسم وأصبح الناس ينادونه طويس، وكانت كنيته أبو عبد لمنعم، وقد مات طويس في عام 92 هجريا عن عمر يبلغ اثنين وثمانون عاما في السويداء.


قصة المثل اشأم من طويس :


تعود قصة المثل اشأم من طويس إلى حديث طويس نفسه حيث كان يقول أنه ولد في نفس اليوم الذي توفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، واكمل الرضاعة وفطمته أمه في نفس اليوم الذي توفى فيه

أبو بكر الصديق

، وتوالت الأحداث السيئة، حيث احتلم يوم قتل سيدنا عمر بن الخطاب، وتزوج يوم مقتل عثمان بن عفان، وولدٌ له ولد يوم مقتل الحسين بن علي، ويقال أيضا أن ولد له ولد يوم

مقتل سيدنا على بن ابي طالب

.

وقد كان يتجول يوما في المدينة فتجمع الناس حوله فقال لهم (يا أهل المدينة توقعوا خروج الدجّال ما دمت حياً بين ظهرانيكم ، فإذا مت فقد أمنتم، فإن أمي كانت تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم، وأني ولدت في الليلة التي مات فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وفطمت في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر، وتزوّجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي ولد في اليوم الذي قتل فيه علي)، لذلك كان يردد أهل المدينة أن لا يوجد أشأم من طويس، ومن هناك جاء المثل وقد قال في نفسه الشعر حيث قال

أنا أبو عَبْد النعيم ***أنا طاووسُ الجحيم

وأنا أشأم مَنْ دَبّ ***َ على ظهر الْحَطيم

‏ وقد قال صالح بن حسان الأنصاري أنبأني عن شؤم طويس : (اجتمع يوماً جماعة بالمدينة يتذاكرون أمر المدينة إلى أن ذكروا طويس، فقالوا: كان وكان، فقال رجل منا : أما لو شاهدتموه لرأيتم ما تسرون به علماً وظرفاً وحسن غناء وجودة نقرٍ الدف، ويضحك كل ثكلى حرى، فقال بعض القوم : والله إنه على ذلك كان مشؤوماً

وذكر خبر ميلاده كما قال الواقدي، إلا أنه قال : ولد يوم مات نبينا صلى الله عليه وسلم، وفطم يوم مات صديقنا، وختن يوم قتل فاروقنا، وزوج يوم قتل نورنا، وولد له يوم قتل أخو نبينا، وكان مع ذلك يكيدنا ويطلب عثراتنا، وكان مفرطاً في طوله مضطرباً في خلقه أحول، فقال رجل من جلة أهل المجلس : لئن كان كما قلت لقد كان ممتعاً فهما يحسن رعاية من حفظ له حق المجالسة، ورعاية حرمة الخدمة، وكان لا يحمل قول من لا يرعى له بعض ما يرعاه له .