جولة سياحية في مغاير شعيب بالبدع
مدائن شعيب أو مغاير شعيب إحدى الوجهات السياحية الأثرية والتاريخية بمنطقة
تبوك
بالمملكة والتي تعود إلى 2000 عام ق. م، وتضم المدينة مجموعة تاريخية هامة من البيوت والمعابد الأثرية والقبور المنحوتة داخل الصخور والجبال والتي تعود جميعها إلى مملكة الأنباط، دارت على تلك البقعة من الأرض مجموعة من الأحداث التاريخية الهامة التي سجلتها الكتب السماوية مما نالها تشريفًا خاصًا عن الكثير من المواقع الأثرية الأخرى.
مغاير شعيب بين الماضي والحاضر :
تقع مدائن شعيب غرب مدينة تبوك، على بعد٢٠ كيلومتراً من خليج العقبة وقد تميزت تلك المنطقة الأثرية عن غيرها من الأماكن التاريخية الأخرى بمجموعة من المميزات، كان أهمها على الإطلاق ذكر تلك المدينة في كتابين من الكتب السماوية، هما القرآن الكريم والتوراة باسم “مدين” حيث كانت تلك المنطقة مسرحاً لكثير من الأحداث التاريخية والدينية، حيث وقعت فيها أحداث قصة نبي الله
شعيب
عليه السلام، وكذلك قصة نزول النبي موسى عليه السلام بأرض مدين بعد فراره من مصر هربًا من الفرعون.
إلا أن هذه الميزة ليست الميزة الوحيدة للمنطقة فقد تميزت كطريق تجاري للقوافل التجارية تم استغلاله في عصر الأنباط، أما في العصر الحاضر فهي أرض زراعية خصبة حيث تنتشر المزارع الخضراء حول بلدة البدع ذات الطلة الساحرة لمدينة أثرية تحرسها المزارع والأشجار.
مدينة أثرية نبطية :
تعد منطقة مغاير شعيب من أشهر الآثار الموجودة في مدينة البدع حيث تحتوي على العديد من القبور النبطية والنقوش اللحيانية والنبطية، وقد تم إطلاق هذا الاسم ” مغاير شعيب ” على تلك القبور التي تم نحتها في الصخر حيث تميزت بأن تصميمها على الطراز النبطي الذي عرفت به حضارة الأنباط والذي يتميز بالعمارة المحفورة على الصخور، وكذلك تم توزيع تلك القبور على امتداد التلال والجبال وهو أيضًا إحدى مميزات الطراز النبطي في فن العمارة.
ويعود التصميم الهندسي للمنطقة والذي اعتمد على الطراز النبطي إلى حكم النبطيون المنطقة حيث استطاعوا إنشاء دولة امتدت من مدينة الحجر أو العلا حالياً في الجنوب وحتى
البتراء
في الأردن في الشمال وذلك لأن هذا الطريق هو ممر خاص بالقوافل التجارية يمر في أرضهم وتكون هذه القوافل محملة بالمر والبخور والبهارات من جنوب الجزيرة العربية وهو ما يعد موقع استراتيجي هام.
كتاب أرض مدين :
وقد ألهمت تلك المنطقة العديد من كتاب الأدب والفنون للكثير من الأعمال الأدبية والثقافية الفنية والتي كان على رأسها كتاب ” أرض مدين ” والذي قام على خطه وتأليفه المستشرق الإنجليزي هاري فيلبي حيث قام على تلخيص جميع زياراته للمنطقة في كتاب كامل تمت طباعته في عام 1975م وذلك بعد انبهاره بالأثار التاريخية للمنطقة والنقوش الموجودة عليها كذلك القبور المحفورة في الصخور والتي تعبر عن دقة واحتراف التصميم الهندسي لها في ذلك الوقت.