الفيروسات الهربسية ودورها في ظهور مرض الزهايمر

في تحليل واسع النطاق يستخدم الباحثون بيانات من ثلاثة بنوك دماغية مختلفة للإيحاء بأن

فيروسات الهربس

البشرية أكثر وفرة في أدمغة مرضى الزهايمر، وقد تلعب دورا في الشبكات الوراثية التنظيمية التي يعتقد أنها تؤدي إلى المرض، ويقدم هذا العمل الدعم للفرضية المثيرة للجدل التي مفادها أن الفيروسات متورطة في مرض الزهايمر، وتقدم مسارات جديدة محتملة للعلاج .


الفيروسات الهربسية قد تلعب دور في ظهور مرض الزهايمر


إن السعي إلى فهم الأسباب التي تسبب مرض الزهايمر – ومعالجته – معقد بسبب تقدم المرض الطويل البطيء، وصعوبة جمع عينات أنسجة المخ، لكن في تحليل واسع النطاق نشر في 21 يونيو في مجلة نيورون، استخدم باحثون في كلية أيكان للطب في جبل سيناء بيانات من ثلاثة بنوك مخيلية مختلفة، للإيحاء بأن فيروسات هربس البشرية أكثر وفرة في أدمغة مرضى الزهايمر .


ما قام به الباحثون


قام الباحثون بتحليل البيانات من ثلاثة بنوك دماغية كبرى من تحالف الشراكة المعجل للأدوية المعتمد في الولايات المتحدة الأمريكية – اتحاد مرض الزهايمر (AMP-AD)، والذي سمح لهم بالنظر في بيانات الجينوم الخام لأعداد كبيرة من مرضى الزهايمر في مجموعات مختلفة، وقاموا ببناء ورسم الخرائط ومقارنة الشبكات الجينية التنظيمية في مناطق الدماغ المعروف أنها تتأثر بمرض الزهايمر على مستويات متعددة، بالنظر إلى

الحمض النووي

، الحمض النووي الريبي، والبروتينات .


ما وجده الباحثون


وجد الباحثون أن الحمض النووي البشري الحملي والحمض النووي والحمض النووي الريبي أكثر وفرة في أدمغة الذين تم تشخيصهم بعد الوفاة مع مرض الزهايمر، وأن هذه الوفرة ترتبط مع عشرات أمراض الخرف السريرية، والفيروسين اللذان وجد أنهما مرتبطان بشدة بمرض الزهايمر هما : HHV-6A و HHV-7، ولم يكونا متوافرين في أدمغة أولئك الذين يعانون من اضطرابات تنكسية عصبية أخرى، وعندما قاموا ببناء شبكات نموذجية عن كيفية تفاعل الجينات الفيروسية والجينات البشرية، تمكنوا من إظهار أن الجينات الفيروسية كانت تنظم وتنظمها الجينات البشرية – وأن الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر قد تأثرت .

ويعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تتوافق مع الأبحاث الحالية الأخرى في حقل الزهايمر حول دور المناعة الفطرية في هذا المرض، لا سيما النتائج الحديثة التي تشير إلى أن بروتين بيتا أميلويد – الجاني وراء اللويحات التي تتراكم في الدماغ المصاب بالزهايمر – قد تتراكم كجزء من الدفاع ضد الالتهابات، ووجد الباحثون في دراستهم أن فيروسات هربس كانت متورطة في شبكات تنظم بروتينات سليفة الأميلويد .


تصريحات الباحثون


يؤكد الباحثون بأن عملهم لا ينبغي أن يجعل أي شخص يشعر بالقلق، يقول سام غاندي وهو مؤلف مشارك كبير وأخصائي مرض الزهايمر : ” في حين أن هذه النتائج من المحتمل أن تفتح الباب أمام خيارات العلاج الجديدة لاستكشافها في مرض حيث لدينا مئات من التجارب الفاشلة، إلا أنها لا تغير أي شيء نعرفه عن خطر ودرجة التأثر بمرض

الزهايمر

أو قدرتنا على العلاج حاليا ” .

وهذا صحيح بشكل خاص لأن HHV-6A و HHV-7 شائعان جدا وكثيرً ما يكونا كامنين أو بدون أعراض : في أمريكا الشمالية ما يقرب من 90 % من الأطفال لديهم واحدة من هذه الفيروسات المتداولة في دمائهم في الوقت الذي يبلغون بضع سنوات، يقول الباحثون : ” لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها، حول كيفية انتقالنا من كوننا قادرين على اكتشاف أنه ينتشر في دم شخص ما لمعرفة ما إذا كان نشطا في حالة قد تكون ذات صلة بمرض الزهايمر “، ولكن حتى لو بقيت الأسئلة، فإن هذا البحث يقدم دعما قويا لفرضية طويلة مثيرة للجدل بأن الفيروسات قد تكون متورطة في تطور مرض الزهايمر .

يقول غاندي : ” الآن، لا يقتصر الأمر على فرضية فيروسية من جديد، بل لديها مسارات وشبكات تفاعلية قابلة للاختبار يمكن استكشافها وتوفيقها مع بقية العمل الناشئة في مرض الزهايمر، وكل هذه العقول المصابة بمرض الزهايمر في هذه البنوك الدماغية الرئيسية المنفصلة لم تكن لديها أعداد كبيرة من فيروسات الهربس، التي لم تكن متوقَعة من قبل، وتستحق تفسيرا، ولا تستحق أن يتم تجاهلها ” .

المصدر :

ساينس ديلي