إزالة اللوزتين يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية

إزالة اللوزتين واللحمية الأنفية في مرحلة الطفولة، يزيدان من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والحساسية المعدية على المدى الطويل، وفقا للباحثين الذين فحصوا – ولأول مرة – الآثار الطويلة الأمد لهذه العمليات .


إزالة اللوزتين يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والحساسية


إزالة اللوزتين واللحمية الأنفية مرتبطان بمخاطر طويلة الأمد للأمراض التنفسية والحساسية المعدية على المدى الطويل، ويقترح الباحثون تقييما متجددا لبدائل جراحات الأطفال الشائعة التي تشمل

استئصال اللوزتين

، لعلاج التهاب اللوزتين المزمن أو الغدد اللمفية ( استئصال الغدد اللمفية ) لعلاج عدوى الأذن الوسطى المتكررة .


اللوزتين واللحمية


يتم وضع الزوائد الأنفية ” اللحمية ” واللوزتين بشكل استراتيجي في الأنف والحلق على التوالي، لتكون بمثابة خط الدفاع الأول، مما يساعد على التعرف على مسببات الأمراض المنقولة بالهواء مثل البكتيريا والفيروسات، وتبدأ الاستجابة المناعية لتطهيرها من الجسم، وقد بحثت الدراسة التعاونية التي بدأها برنامج كوبنهاجن التطوري في الآثار الطويلة الأجل لإزالة اللوزتين و

اللحمية الأنفية

في مرحلة الطفولة، مقارنة بالأطفال الذين لم يخضعوا للعمليات الجراحية .


حول الدراسة


قاد الباحث في جامعة ملبورن الدكتور شون بايرز والبروفيسور جاكوبس بومسما من جامعة كوبنهاغن هذا البحث، مع البروفسور ستيفن ستيرنز من جامعة ييل، ونشر البحث في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرقبة .

وقد حلل الفريق مجموعة بيانات من الدانمرك من بين 1.189.061 طفلا ولدوا بين عامي 1979 و 1999، شملوا على الأقل السنوات العشر الأولى وما يصل إلى 30 عاما من حياتهم، ومن بين ما يقرب من 1.2 مليون طفل، كان هناك 7660 حالة من حالات الغدد اللمفاوية، و 11.830 استئصال اللوزتين، و 31.377  ممن  استئصلوا اللوزتين واللحمية، وكان الأطفال يتمتعون بصحة جيدة، قال بايرز : ” لقد حسبنا مخاطر الأمراض اعتمادا على ما إذا كانت الزوائد الأنفية أو اللوزتين أو كليهما قد تمت إزالتها خلال التسعة أعوام الأولى من الحياة، لأن هذا هو الوقت الذي تكون فيه هذه الأنسجة أكثر نشاطا في

جهاز المناعة

المتطور ” .


نتائج التحليل


ارتبط استئصال اللوزتين بمخاطر نسبية تضاعفت ثلاث مرات تقريبا – وهو خطر بالنسبة لأولئك الذين أجروا العملية مقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا – لأمراض الجهاز التنفسي العلوي، وشملت هذه المخاطر : الربو والإنفلونزا والالتهاب الرئوي واضطراب الانسداد الرئوي المزمن أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، والمصطلح الشامل للأمراض مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، كما زاد الخطر المطلق ( الذي يأخذ في الاعتبار مدى انتشار هذه الأمراض في المجتمع ) بنسبة 18.61 في المائة .

ووجد أن عملية استئصال الغدة الدرقية مرتبطة مع خطر نسبي أكثر من الضعف بظهور مرض الانسداد الرئوي المزمن، وخطر نسبي مضاعف تقريبا من أمراض الجهاز التنفسي العلوي والتهاب الملتحمة، كما تضاعف الخطر المطلق تقريبا بالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي العلوي، لكنه يقابل زيادة طفيفة في حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث يعد هذا حالة نادرة في المجتمع بشكل عام، وقال البروفيسور بومسما : ” قد يكون الارتباط بين استئصال اللوزتين والأمراض التنفسية في وقت لاحق في الحياة كبيرا بالنسبة لأولئك الذين أجروا العملية ” .


نتائج أخرى اكتشفها الباحثون


ارتبط استئصال الغدة الدرقية مع انخفاض كبير في خطر اضطرابات النوم، وترتبط جميع العمليات الجراحية مع انخفاض كبير في خطر التهاب اللوزتين والتهاب اللوزتين المزمن، كما تم إزالة هذه الأجهزة الآن، ومع ذلك لم يكن هناك أي تغيير في التنفس غير الطبيعي حتى سن الثلاثين لإجراء أي عملية جراحية، وأي تغيير في التهاب الجيوب الأنفية بعد استئصال اللوزتين أو استئصال الغدة الدرقية، وبعد استئصال الغدة الدرقية وجد أن الخطر النسبي بالنسبة لأولئك الذين أجريت لهم العملية، يزيد أربعة أو خمسة أضعاف للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، كما أن التهاب الجيوب الأنفية يظهر زيادة كبيرة .

وتشير الدراسة إلى أن الفوائد قصيرة الأجل لهذه العمليات الجراحية قد لا تستمر حتى سن الثلاثين، باستثناء انخفاض خطر التهاب اللوزتين ( لجميع العمليات الجراحية )، واضطرابات النوم ( ل

استئصال الغدة الدرقية

)، وبدلا من ذلك كانت المخاطر على المدى الطويل للتنفس غير طبيعي، التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأذن الوسطى إما أعلى بكثير بعد الجراحة أو لا تختلف اختلافا كبيرا، وقد لاحظ الباحثون أنه ستكون هناك حاجة دائما إلى إزالة اللوزتين واللحمية عندما تكون تلك الظروف شديدة .


تأخير إزالة اللوزتين قدر الإمكان


قال الدكتور بايرز : ” لكن النتائج التي نلاحظها والتي تظهر مخاطر متزايدة للأمراض طويلة المدى بعد الجراحة، تدعم تأخير إزالة اللوزتين واللحمية إن أمكن، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تطوير نظام المناعة الطبيعي في الطفولة والحد من هذه المخاطر المحتملة لاحقا لمرض الحياة “، ويتابع : ” بينما نكتشف المزيد عن وظيفة الأنسجة المناعية والعواقب المستمرة لإزالتها، خاصة خلال العصور الحساسة عندما يتطور الجسم، نأمل أن يساعد هذا في توجيه قرارات العلاج للآباء والأطباء ” .