إمكانية استخدام دواء ليراجلوتيد في علاج السمنة

لدى مجموعة كبيرة من الأشخاص المصابين بالسمنة طفرة جينية تسبب

السمنة

، وتعد العلاجات الشائعة للبدانة مفيدة فقط لهؤلاء الناس إلى حد محدود جدا، ولكن الآن أظهرت دراسة جديدة أجريت في جامعة كوبنهاغن أنه يمكن علاج السمنة بشكل فعال مع دواء ليراجلوتيد ” liraglutide “، وهو منبهات لمستقبل GLP-1 .


السمنة في مرحلة الطفولة


تتعرض نسبة تتراوح بين 2 و 6 في المائة من جميع الأشخاص المصابين بالبدانة للبدانة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أنها تكون في الجينات الخاصة بهم، إن الطفرات البدانة السببية في إحدى ” جيناتها الشهية ” تمنحها استعدادا وراثيا قويا لتطوير البدانة، وتسمى أيضا بالسمنة أحادية المنشأ، وتكون تجربتهم للجوع أمر شاق وشعورهم بالشبع محدود .

بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة تستجيب بشكل أقل للعلاجات الحالية مقارنة بالآخرين، ويمكن أن تساعد الحميات والجراحة في

إنقاص الوزن

، ولكن التأثير على المدى الطويل ضعيف، لأنهم غير قادرين على الحفاظ على فقدان الوزن .


إمكانية استخدام دواء ليراجلوتيد في علاج السمنة


الآن هناك أمل لهذه المجموعة من الناس، بناءا على دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الأيونات العلمية، حيث اكتشف الباحثون في جامعة كوبنهاغن أن هذه المجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، يمكن أن يفقدوا الوزن بمساعدة من دواء الليراجلوتيد، وهو شكل معدل للهرمون المعطل الذي يثبط الشهية، والذي يفرز طبيعيا في الأمعاء عندما نأكل .

هؤلاء الناس يصابون بالبدانة لأنهم مبرمجون وراثيا للقيام بذلك، أي أنهم يكافحون مع ما قد يكون أقوى محرك إنساني : الرغبة في الأكل وبالتالي البقاء، ومع ذلك، فإن دواء ليراجلوتيد المثبط للشهية له تأثير إيجابي عليهم، وهم يشعرون بأنهم أقل جوعا وأن يفقدوا ستة في المائة من وزنهم خلال أربعة أشهر كما تقول تقول الأستاذة البروفيسورة سيغن سورنسن تورورك من قسم العلوم الطبية الحيوية ومركز مؤسسة نوفو نورديسك لأبحاث الاستقلاب الأساسي .


ما قام به الباحثون


في هذه الدراسة قام الباحثون بفحص 14 شخصا يعانون من السمنة الناجمة عن الطفرات المسببة للأمراض في الجين المزعوم MC4R و 28 شخصا يعانون من السمنة بدون الطفرات، تم علاج كلا المجموعتين مع الدواء لمدة أربعة أشهر، ولم يتم إجراء أي تغييرات على نظامهم الغذائي ومستوى التمرين في هذه الفترة، وفقد الأفراد الذين يعانون من هذا النوع الأكثر شيوعا من السمنة الأحادية 7 كيلوغرامات من وزن الجسم، مقارنة مع 6 كجم للأشخاص الذين يعانون من السمنة الشائعة .

تقول سيغن سورنسن : ” نحن متفاجئون بشكل إيجابي لرؤية أن العلاج له تأثير جيد على هذه المجموعة من الناس، ويعتقد العديد من الباحثين أن وظيفة الدواء كانت بشكل أساسي ل

سد الشهية

عن طريق تحفيز مستقبلات الشهية المحددة في الدماغ، والتي لا تعمل في هذه المجموعة المعينة من الأشخاص المصابين بالبدانة، ومع ذلك فقد أظهرت دراستنا أن الدواء لا يزال له تأثير يعوق الشهية، وبالتالي يجب أن يؤثر على الشهية بطريقة مختلفة ” .


الأدوية المتاحة بالفعل


إن الطب الذي يعمل كنظير إلى هرمون GLP-1 الطبيعي متوفر بالفعل، حيث أن FDA و EMA مرخصان لعلاج السمنة وداء السكري من النوع 2، وهكذا فإن الدراسة الجديدة تجعل من الممكن علاج الشكل الأكثر شيوعا للسمنة الناتجة جينيا ووراثيا، حيث يستجيب المرضى بشكل سيء للعلاجات المتاحة حاليا .

وتقول المؤلفة الأولى للدراسة طالبة الدكتوراه إيفا ويننغ إيبسن من قسم العلوم الطبية الحيوية و ” نوفو نورديسك ” مركز الأساس للبحوث الأيضية الأساسية : ” الناس الذين عانوا من السمنة طوال حياتهم ربما لا يدركون أنها ناتجة عن هذه الطفرة، وبالتالي يمكن أن يكون من المريح للكثيرين أن يتعلموا لماذا طوروا السمنة وأن هناك بالفعل علاجا ناجحا ” .


دواء ليراجلوتيد


تشير الدراسة إلى أن الليراجلوتيد يجعل من السهل على الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من البدانة الأحادية الجين التحكم في سكر الدم لديهم، وبالتالي يمكن أن يكون لهذا الدواء أيضا تأثير على مرض السكري ومراحل ما قبل السكري، التي تظهر في هذه المجموعة الخاصة من الأفراد الذين يعانون من السمنة المحددة جينيا، وبما أن طفرات MC4R تسبب السمنة بالفعل في مرحلة الطفولة المبكرة، يأمل الباحثون أن تمهد النتائج الطريق أمام إجراء دراسات جديدة على الشباب في المستقبل، ويعتقد الباحثون أنهم إذا استطاعوا منع هذا الوضع قبل أن يصل الشباب إلى سن الرشد، فسيكون له تأثير إيجابي كبير على صحتهم وربما أيضا على شكلهم الاجتماعي .