الخلايا المناعية الالتهابية تتسبب في انتشار سرطان الرئة

أفاد باحثون أنه بالنسبة لمجموعة فرعية معينة من أورام سرطان الرئة، هناك نسبة عالية من انتشار الخلايا المناعية تسمى الأحاديات الالتهابية، تساعد هذه الخلايا المناعية التي تساعد عادة في بناء السقالات للتخثر على التئام الجروح، على تمكين الخلايا الورمية من الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم .


الخلايا المناعية الالتهابية تساعد على انتشار سرطان الرئة


وجد الباحثون في مركز السرطان الشامل في جامعة نورث كارولينا لينيربيرجر، أنه من خلال المساعدة على تكوين جلطات داخل الأورام، فإن الخلايا المناعية التي تتدفق إلى نوع معين من سرطان الرئة، تقوم في الواقع ببناء أساس للورم لينتشر داخل الجسم، ففي دورية نيتشر كوميونيكيشنز قام الباحثون بالإبلاغ عن مجموعة فرعية معينة من أورام

سرطان الرئة

، وهناك انتشار عالي للخلايا المناعية المسماة بالوحيدات الالتهابية، حيث تساعد هذه الخلايا المناعية التي تساعد عادة في بناء السقالات للتخثر على التئام الجروح، على تمكين الخلايا الورمية من الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم .


كيف تقوم هذه الخلايا بنشر سرطان الرئة في الجسم كله


يقول لينبرجر تشيك بيكوت الحاصل على دكتوراه في الطب، وأستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا قسم أمراض الدم والأورام، ومؤلف الدراسة : ” الطريقة التي تعزز بها هذه الخلايا المناعية انتشار سرطان الرئة كانت غير متوقعة للغاية، إنها تنتج كمية كبيرة من العامل الذي يؤدي إلى تجلط في الورم، والذي يمكن لخلايا الورم أن تلتصق به وتنتشر عبره في كامل الجسم، وهدفنا هو استخدام هذه المعلومات لتعليم جروح السرطان لعلاج أنفسهم  ” .


سرطان الرئة الحرشفية


صنفت الدراسات السابقة سرطان الرئة الحرشفية – التي تمثل حوالي 30 في المائة من جميع سرطانات الرئة – إلى أربعة أنواع مختلفة استنادا إلى خصائصها البيولوجية والجزيئية، وفي الدراسة الجديدة وجد بيكوت وزملاؤه أن سرطان الرئة الحرشفية يمكن إعادة تصنيفه إلى فئتين مختلفتين فقط، على أساس ما إذا كان قد أظهر وجودا عاليا للوحيدات الالتهابية، واستخدموا تعبيرا عن جين CD14 كمؤشر حيوي، ليبينوا أن وجود هذه الخلية المناعية المرتفعة كان مرتبطا بضعف البقاء .

قال بيكوت : ” من المهم أن نفهم أنه في حين أن هناك الكثير من التركيز على تفعيل أجزاء من الجهاز المناعي لمهاجمة السرطان، هناك أيضا عملية ” جيكل وهايد ” مستمرة في معظم الأورام، وهناك خلايا مناعية نريد تنشيطها لكن هناك خلايا مناعية أخرى نرغب في إيقافها ” .


ما قام به الباحثون


استخدم الباحثون نماذج مختبرية تم تطويرها حديثا من سرطان الرئة الحرشفية لدراسة دور الأحاديات الالتهابية، حيث تصنع الأورام إشارة تدعى CCL2، والتي تساعد على تجنيد الخلايا الوحيدة الالتهابية، ومن ثم تطلق هذه

الخلايا المناعية

عامل تجلط وهو العامل XIIIA، الذي قال بيكوت إنه ينشئ سقالة ليفية تتسلل عبرها الخلايا الورمية ثم تنتقل إلى أعضاء بعيدة .

وقال أليساندرو بوريلو باحث الدكتوراه في UNC Lineberger والمؤلف الأول للدراسة : ” تلقي هذه النتائج ضوء جديد على وظائف البيئة المكروية للورم، وربما تؤدي إلى اتباع طرق جديدة لاستهداف النقائل لهذا المرض الشديد العدوانية “، ومن خلال التعديل الوراثي لتعبير CCL2 في نموذج لورم خبيث طور في مختبرهم، وجدوا أن التعبير المنخفض مرتبط بانقباضات ثانوية، في حين أن التعبير المرتفع كان مرتبطا بميزات نقيلية محسنة، كما أثبتوا أن وجود الجلطة يجعل من السهل على الخلايا السرطانية التحرك والهجرة، أيضا عندما نظرت إلى عينات الورم من المرضى، وجدوا أن الأورام ذات الكميات الكبيرة من الارتباط الفيبيني المتقاطع ارتبطت بزيادة خطر انتشار الورم .


تقليل الانبثاث باستخدام مركب يثبط CCR2


تمكن الباحثون من تقليل الانبثاث باستخدام مركب يثبط CCR2، وهو مستقبل على سطح الخلايا الوحيدة الالتهابية، ورأوا انخفاضا كبيرا في النقائل الرئوية، وقال بيكوت إنه يريد مواصلة التحقيق في هذه الاستراتيجية، وربما بطرق أخرى لمنع

تجلط الدم

داخل الأورام، لمعرفة ما إذا كان هذا يمنع انتشار النقائل وما إذا كان بإمكانها تعطيل العملية بمجرد أن تبدأ .

وقال بيكوت : ” نريد تحقيق تقدم للمرضى المصابين بسرطان الخلايا الحرشفية الرئوية وتوسيع الخيارات العلاجية المتاحة لهؤلاء المرضى “، ويتابع : ” كلما فهمنا تطور المرض بما في ذلك كيفية حدوث الانبثاث، كلما أصبحنا قادرين على فهم كيف يمكننا التراجع عن هذا المرض، أو مجرد احتجازه، ونعتقد أن هناك طرقا يمكننا من خلالها تعليم هذه الأورام كيفية شفاء نفسها ” .