الكاتبة رضوى عاشور وحياتها بين النقد والادب
رضوى عاشور هي كاتبة وروائية وقاصة وناقدة أدبية متميزة مصرية الجنسية، كما أنها أستاذة جامعية من مواليد القاهرة عام 1946، وهي زوجة للأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر الشهير
تميم البرغوثي
، وقد توفيت الأديبة عام 2014 بالمغرب .
رضوى عاشور
ولدت رضوى عاشور في القاهرة في السادس والعشرين من مايو عام 1946، وتوفيت في الثلاثين من نوفمبر لعام 2014 في المغرب بسبب معاناتها مع السرطان، وبين ميلادها ورحيلها تركت إنتاج أدبي ضخم مدعاة للفخر، تخرجت الراحلة من كلية الآداب بجامعة القاهرة لقسم اللغة الإنجليزية، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن من نفس الجامعة، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الأفريقي الأمريكي، وذلك من
جامعة ماساتشوستس
.
حياتها العملية
بدأت الروائية الراحلة
رضوى عاشور
ممارسة حياتها العملية في عام 1977، حيث شهد العام أول أعمالها النقدية التي كانت بعنوان ” الطريق إلى الخيمة الأخرى “، وفي عام 1978 أصدرت كتاب باللغة الإنجليزية تحت عنوان ” جبران وبليك “، أما آخر عمل نقدي لها فكان تحت عنوان ” التابع ينهض ” عام 1980، حيث دخلت بعد مجال الرواية والقصة، حيث صدرت لها رواية بعنوان ” أيام طالبة مصرية في أمريكا ” وكان ذلك عام 1983، أتبعتها ثلاث أعمال، روايتين بعنوان ” حجر دافئ، خديجة وسوسن وسراج “، ومجموعة قصصية بعنوان رأيت النخل وذلك عام 1989 .
وفي عام 1994 صدرت روايتها التاريخية العظيمة ” ثلاثية غرناطة “، والتي حصلت على جائزة أفضل كتاب لهذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد تولت الراحلة منصب رئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وتولت الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة الدراسات العليا، ومع دخول الألفينيات عادت مرة أخرى لأعمالها النقدية حيث أصدرت مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي، وفي عام 2004 ساهمت في موسوعة الكاتبة العربية، كما أشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي عام 2005 .
الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها رضوى عاشور
حصلت الراحلة رضوى عاشور على العديد من الجوائز مثل : جائزة أفضل كتاب لعام 1994، وذلك عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة في يناير 1995، الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة في نوفمبر عام 1995، وقد حصلت عام 2003 على تكريم مع 12 أديب آخرين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي عام 2007 حصلت على جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، كما حصلت على جائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا عام 2009، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا عام 2011، وجائزة سلطان العويس للرواية والقصة عام 2012 .
أهم اقتباسات وأقوال الراحلة رضوى عاشور
1- كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون ان نشرق بها ونختنق ؟ وما جدوى استحضار ما تحملناه وإعادته بالكلام ؟ عند موت من نحب نكفنه، نلفه برحمة ونحفر في الارض عميقا .
2- أحلى شيء في الكتاب أنه تطرق لتفاصيل مهمة حول قسوة حياة المسلمين بعد سقوط غرناطة، حيث أجبروا على التنصر وخلع كل عاداتهم السابقة وممارسة الشعائر الإسلامية بالسر، تفاصيل مؤلمة حقا وبأسلوب جميل وسلس .
3- لم يودعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول، فمن يملك قلبا مدرعا ليحدق في جذع زيتونة غرس شتلتها ورعاها وكبرها، ورأى عقد الثمار عليها عاما بعد عام ! تهربوا من الزيتون، وغادروا في صمت وبلا سلام .
4- تعلمك الحرب أشياء كثيرة، أولها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنما صار جسمك أذنا كبيرة فيها بوصلة تحدد الجهة المعينة بين الجهات الأربع، أو الخمس، لأن السماء غدت جهة يأتيك منها أيضا الهلاك، ثانيها أن تسلم قليلا وألا تخاف إلا بمقدار، القدر الضروري فقط، لو زاد خوفك مقدار ذرة، غادرت بيتك دون داع لأن القصف في الناحية الأخرى من المدينة، يتحول خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك كل يوم حتى يأتي عليه، فتوفرك القذيفة ويقتلك الخوف، ولو قل خوفك مقدار ذرة، ولم تسارع إلى هبوط الدرج إلى الملجأ أو الجلوس على السلم بعيدا عن النوافذ والشرفات، تقتلك القذيفة هكذا في غمضة عين، لأن القصف يقصد الشارع الذي تسكنه، وربما البناية التي تقيم فيها .
5- الكتابة فعل أناني وطارد يفرض درجة من العزلة الداخلية، ينفيك عمن حولك أو ينفي من حولك، يضعهم على الرف إلى حين، لأنك حتى وإن كنت تجلس معهم، تشاركهم الأكل أو الكلام، فأنت في مكان آخر، منشغل به ومأخوذ .