اكتشاف دواء جديد لعلاج حالات الربو الحاد

طور الباحثون طريقة جديدة لعلاج الربو الحاد، في دراسة أجريت على أكثر من 200 مشارك يعانون من الربو الحاد، وقد أظهر العلاج الجديد تحسن أعراض الربو ووظائف الرئة، مع تقليل الحاجة إلى الكورتيكوستيرويدات بنسبة تصل إلى 70 % .


اكتشاف دواء جديد لعلاج حالات الربو الحاد


قام باحثون من جامعة ماكماستر ومعهد فايرستون لصحة

الجهاز التنفسي

في مستشفى سانت جوزيف الصحي في هاميلتون، بالتعاون مع زملاء في مؤسسات شراكة أخرى، بتطوير طريقة جديدة لعلاج الربو الحاد، في دراسة أجريت على أكثر من 200 مشارك يعانون من الربو الحاد، وأظهر العلاج الجديد تحسن أعراض الربو ووظائف الرئة مع تقليل الحاجة إلى الكورتيكوستيرويدات بنسبة تصل إلى 70 % .


الربو


وفقا لإحصائيات كندا فقد تم تشخيص 8 % من الكنديين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عام فأكثر – أي ما يقرب من 2.4 مليون شخص – بالإصابة بالربو، ويعتبر ما يقرب من 25 % من هذه الحالات تعاني من حالات الربو الشديدة والحادة، وتشمل العلاجات الحالية للربو الحاد غالبا جرعات عالية من الستيروئيدات القشرية، مثل بريدنيزون، للتحكم في تفاقم المرض، ومن الأفضل تقليل الحاجة إلى استخدام الكورتيكوستيرويدات مع العلاجات البديلة، لأن هذه الأدوية مرتبطة بآثار جانبية خطيرة بسبب الاستخدام لفترات طويلة – بما في ذلك السميات المتعددة الأعضاء وكبت المناعة وغيرها .


دواء جديد لعلاج الربو


وجد الدكتور باراميسواران ناير اختصاصي التنفس في مستشفى سانت جوزيف الصحي في هاميلتون وأستاذ الطب في جامعة ماكماستر، إلى جانب فريق من الباحثين، أن الأجسام المضادة التي تسمى دوبيلوماب فعالة في علاج الربو الحاد بدلا من الجرعات العالية من بريدنيزون، وقد نشرت النتائج في مجلة نيو إنغلاند الطبية – وهي واحدة من أكثر المجلات الطبية تأثيرا في العالم .

وقد بحث الباحثون عن المشاركين الذين كانوا يستخدمون الكورتيكوستيرويدات الفموية ( بريدنيزون ) لعلاج

الربو الحاد

، لمدة ستة أشهر على الأقل قبل الدراسة، بالإضافة إلى نظامهم القياسي من الستيروئيدات القشرية، وقد تلقى المرضى إما دوبيوماب أو دواء وهمي خلال التجربة لمدة 24 أسبوع، وتم تخفيض جرعة الكورتيكوستيرويد تدريجيا خلال الأسابيع الأربعة إلى العشرين، وتم الحفاظ عليها عند مستوى منخفض خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة .


ما اكتشفه الباحثون


أشار الباحثون إلى أن قدرة دوبيلوماب على زيادة وظائف الرئة بشكل ملحوظ كما فعلت في هذه الدراسة، حتى في مواجهة انسحاب ” كورتيكوستيرويد “، ويشير الباحثون إلى أنه يبدو أنه يثبط الدوافع الرئيسية للالتهاب الرئوي، ويعمل الدوبيلوماب لعلاج الربو عن طريق منع اثنين من البروتينات المحددة تسمى انترلوكين – 4 و انترلوكين – 13، والتي ترتبط مع التهاب المسالك الهوائية .


الدراسات السابقة


اعتمدت هذه التقنية على العمل السابق للدكتور ناير الذي نشر في مجلة نيو إنغلاند الطبية عام 2009 وفي عام 2017، وجدت تلك الدراسات أن حجب بروتين آخر يدعى انترلوكين – 5، سمح للمرضى الذين لديهم مستويات عالية من الحمضيات في الدم والمجاري الهوائية بتقليل مستوياتهم، والحمضيات هي نوع من خلايا الدم البيضاء تشارك في إنتاج الانترلوكينات، وترتبط مستويات اليوزين عالية بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بالربو الشديد .

وخلافا للدراسات السابقة ثبت أن دوبيلوماب فعالة بغض النظر عن مستويات الحمضيات، وعلى الرغم من انخفاض جرعة بريدنيزون فإن المرضى في هذه الدراسة لم يعانوا فقط من انخفاض في تفاقم الربو، ولكن تحسنت وظائف الرئة لديهم بشكل كبير .


تصريحات الباحثون


قال الدكتور ناير : ” في نهاية المطاف هدفنا هو إيجاد طرق علاج جديدة تسمح لنا بالتحايل على استخدام الستيرويدات القشرية، وبما أن دوبيلوماب أظهر تحسنا كبيرا في السيطرة على الربو بغض النظر عن مستويات الحمضيات، فقد نكون قادرين على استخدام هذا العلاج لمجموعة أوسع من المرضى مما كنا نعتقد سابقا، وقد يكون هذا بسبب التأثيرات العريضة على التهاب في الربو من الاثنين البروتينات التي كنا قادرين على منعها باستخدام دوبيلوماب، ولم يكن العلاج مرتبطا بأي آثار جانبية خطيرة ” .

وقد قدم الدكتور ناير وفريقه تفاصيل دراستهم في المؤتمر الدولي للجمعية الأمريكية لأمراض الصدر في سان دييغو في الأسبوع الماضي، وهناك اجتمع الباحثون والأطباء من جميع أنحاء العالم لمناقشة الأمراض التنفسية وأحدث الاختراقات في العلاج، وقد أوضح الدكتور جاك جولدي نائب الرئيس في سانت جوزيف هيلثكير هاميلتون وأستاذ فخري من جامعة ماكماستر : ” هذا العمل يسلط الضوء على التميز السريري والبحثي في

​​الأمراض الرئوية

الموجودة في سانت جوزيف ومعهد فايرستون ” .

ويتابع  جولدي : ” الدكتور ناير هو واحد من أفضل الأطباء في العالم في مجال الربو الحاد ودراساته حول تعديل التنظيم المناعي، ويستهدف اثنين من العوامل المناعية الهامة، وإحداث تأثير هائل مباشرة من المختبر للمريض في إدارة هذا الشكل الصعب والخطير من الربو، ونحن فخورون جدا بهذه التطورات في الطب الرئوي ” .