آليات الدماغ المسئولة عن عملية اتخاذ القرار
لقد اكتشف أطباء الأعصاب شبكة من المناطق في الدماغ التي تشارك في اتخاذ القرار، سواء اتخاذ قرار ” العمل الجاد ” أو ” الكسل “، حيث أن فهم الكيفية التي يتخذ بها الدماغ مثل هذه القرارات هو واحد من أهم الأسئلة الأساسية في علم الأعصاب وعلم النفس، كما أن اختبارات السلوك المعقد، بالإضافة إلى تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة والتحفيز، تلقي الضوء على هذه العملية الهامة .
آليات الدماغ المسئولة عن عملية اتخاذ القرار
كشف فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة كاثرين وينستانلي من جامعة بريتيش كولومبيا، عن شبكة من المناطق في الدماغ التي تشارك في تحديد خيار العمل بجد للحصول على مكافأة أكبر، أو بذل جهد أقل وتلقي مكافأة صغيرة، إن فهم كيف يتخذ الدماغ مثل هذه القرارات هو واحد من أهم الأسئلة الأساسية في علم الأعصاب و
علم النفس
، كما أن اختبارات السلوك المعقد بالإضافة إلى تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة والتحفيز، تلقي الضوء على هذه العملية الهامة، وقد تم تقديم هذه النتائج في الاجتماع الكندي للعلوم العصبية لعام 2018 في فانكوفر، وذلك أمس الاثنين الموافق الرابع عشر من مايو .
كيف يقوم الدماغ بعملية اتخاذ القرار
اكتسبت الدكتورة وينستانلي وفريقها نظرة ثاقبة في عملية اتخاذ القرار، من خلال دراسة الأداء لمهمة ” الجهد المعرفي ” التي يتم فيها تعلم كسب المكافآت، وقام العلماء بتجربة على بعض الجرذان لكي يتلقوا مكافآت عبارة عن ” حبيبات السكر “، عن طريق دس أنفهم في واحدة من خمس ثقوب كعملية استجابة عند وجود ضوء داخل واحدة من هذه الثقوب، وقبل كل اختبار يمكن لحيوانات التجارب أن تختار الضغط على واحدة من اثنتين من العتلات، الأولى رافعة تؤدي إلى اختبار ” سهل “، حيث يتم تشغيل الضوء لمدة ثانية واحدة، مع مكافأة واحدة، والرافعة الثانية التي تؤدي إلى مهمة شاقة أكثر، حيث يتم تشغيل الضوء لمدة 0.2 ثانية فقط، ولكن ينتج عنه مكافأة اثنين من كريات السكر .
ما اكتشفه الباحثون
وجد الباحثون أن بعض نماذج اختباراتهم تختار بشكل سلبي الاختبار السهل، بينما يفضل آخرون الاختبار الأكثر صعوبة، وأن هذا الاختيار لا يرتبط بقدرة هذه الحيوانات أو كفاءتها في إكمال المهمة، فمن خلال تعطيل انتقائي أظهر الفريق أن العديد من مناطق الدماغ تشارك في تقييم الجهد المطلوب، وأن الآليات المختلفة تشارك في إنجاز المهمة، وقد أظهرت تجاربهم أيضا أنه لا يوجد مركز بسيط لصنع القرار في الدماغ، بل يشير إلى العديد من مناطق وأنظمة الدماغ، التي تدمج المعلومات لقياس المخاطر والمكافأة والجهد المطلوب، مما يؤدي إلى اتخاذ القرار .
تقول كاثرين وينستانلي : ” تظهر أبحاثنا أن صنع القرار يعتمد على مناطق الدماغ المشاركة في الاستجابات العاطفية، وترجمة تلك العواطف إلى أفعال ( نظم موضعية ودوبامين )، ولكن أيضا مناطق القشرة الأمامية ( القشرة الأمامية والخزفية الأمامية )، تشارك في الكشف عن العلاقات السببية بين الأحداث، وتقييم النتائج ” .
عملية صنع القرار
ترتبط العديد من الاضطرابات النفسية بعيوب في صنع القرار، مثل
الهوس الثنائي القطب
، والاعتلال النفسي، والمخدرات وإدمان القمار، والتفكير الانتحاري، ومن ثم فإن فهم الآليات التي تقوم عليها عملية صنع القرار يمكن أن يؤدي إلى تحديد أهداف جديدة للتدخل في هذه الاضطرابات، وفي البشر الأصحاء يمكن أن يكون للقدرة على اختيار خيار قد يكون أكثر صعوبة ولكن قد يؤدي إلى مكافأة أعلى على المدى البعيد، نتائج مهمة بالنسبة للأفراد من حيث النجاح الشخصي والاقتصادي .
تقول كاثرين وينستانلي : ” إن الدرجة التي نكون بها على استعداد لاختيار الخيارات التي تتطلب المزيد من الجهد الإدراكي، والتي لديها القدرة على تحقيق المزيد من المكافآت لها تأثيرات بعيدة المدى على نجاحنا الاقتصادي والشخصي، ويمكن توافر مجموعة كبيرة من الاختبارات السلوكية في الحيوانات المساعدة في فك المشغلات الرئيسية في الدماغ، من حيث مناطق الدماغ والإشارات الكيميائية، التي تشارك في اتخاذ هذه القرارات، وفهم كيفية اتخاذ الدماغ للقرارات هو أحد أهم الأسئلة الأساسية في علم الأعصاب اليوم ” .