حلول لمواجهة التحيز العنصري بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن أطفال الأقليات الذين يبلغون من العمر ستة أعوام، يظهرون انحيازا عرقيا مؤيدا لأصحاب البشرة البيضاء عند عرض صور للأطفال البيض والسود عليهم، ولكن كيف تصبح هذه التحيزات الراسخة وما إذا كانت ستستمر حتى مرحلة الطفولة المتأخرة والبلوغ أم لا، فإنه أمر يعتمد على البيئة الاجتماعية .


حلول لمواجهة التحيز العنصري بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء


يقترح بحث جديد من جامعة يورك أن أطفال الأقليات الذين لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات يظهرون تحيزا عرقيا مؤيدا للبيض، عند رؤية صور للأطفال البيض والسود، حيث قامت كلية الصحة بقيادة البروفيسورة جنيفر ستيل بإجراء دراستين مع طالبة الدراسات العليا ميغان جورج والطالبة السابقة الدكتورة أماندا ويليامز، التي تعمل الآن في كلية التربية ب

جامعة بريستول

، كانوا مهتمين في النظر في التحيز العنصري الضمني في السكان الذين تم التقليل من شأنهم، وكان الهدف من البحث هو اكتساب فهم أفضل للمواقف العنصرية التلقائية للأطفال .


ما قام به الباحثون في الدراستين


في كلتا الدراستين طلب من الأطفال إكمال اختبار رابطة ضمني للأطفال ( IAT ) الذي يقيس الارتباطات التلقائية التي قد تكون لدى الأطفال نحو أعراق مختلفة، وفي مهمة الكمبيوتر هذه طلب من الأطفال إقران صور الأشخاص الذين لديهم صور إيجابية أو سلبية في أسرع وقت ممكن، وقد أجريت الدراسة الأولى في مدينة تورونتو الحضرية الكبرى في كندا وتضمنت 162 من أبناء جنوب آسيا و شرق آسيا وجنوب شرق آسيا وكذلك أطفال الأقليات السود، وتم تقسيم الأطفال إلى الفئات العمرية الأصغر والأكبر سنا بمتوسط ​​أعمار 7 و 9 سنوات على التوالي، وتم تجنيد الأطفال من مناطق متنوعة عنصرية مع عدد كبير من السكان السود داخل مدارسهم ومجتمعاتهم المحلية .


اكتشافات الباحثون


تقول ستيل : ” وجدنا أن أطفال الأقليات غير السود الذين يعيشون في منطقة متنوعة عرقيا من تورنتو أظهروا تحيزا معلنا مؤيدا للبيض في سن السادسة، ومع ذلك فإن الأمر المثير للاهتمام هو أن الأطفال الأكبر سنا، الذين كانوا في المتوسط ​​في عمر تسع سنوات، أظهروا تحيزا أقل لصالح البيض من الأطفال الأصغر سنا، وهذا يشير إلى أن التحيزات

العنصرية

قد لا تكون مستقرة عبر التنمية كما كان يعتقد الباحثون في البداية، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون هناك عوامل في بيئتهم المتنوعة عرقيا والتي تقود الأطفال الأكبر سنا لإظهار تحيز أقل، مثل الأصدقاء المتقاطعين، أو الموجهين، أو نماذج القدوة السوداء الإيجابية، أو المناهج الأفروثرية التي تساعد على تعزيز الارتباط الإيجابي مع هذه المجموعة العرقية ” .


الدراسة الثانية


وعلى النقيض من ذلك أجريت الدراسة الثانية في مدينة بندر سيري بيغاوان الحضرية، في دولة بروناي دار السلام الصغيرة في جنوب شرق آسيا، وشملت الأغلبية الملايوية وأطفال الأقليات والصغار في الصين، وكان لدى هؤلاء الأطفال فرص محدودة للاتصال المباشر مع أعضاء مجموعات إما بيضاء أو سوداء في كل من بيئتهم المباشرة، وكذلك السياق الثقافي الأكبر لجنوب شرق آسيا في بروناي، وفي هذه الدراسة كان الأطفال الأصغر سنا والأطفال الأكبر سنا والبالغين أسرع في إقران الصور الإيجابية مع الوجوه البيضاء والصور السلبية مع الوجوه السوداء، وكان حجم التحيز أكبر للبالغين .


اعتقادات فريق البحث


تعتقد ستيل أنه يمكن أن يكون ذلك بسبب حصولهم على مزيد من الوقت والفرصة من الأطفال لتطوير علاقات إيجابية مع أشخاص من مجموعات خارجية عرقية، وذلك بسبب تصويرهم وتمثيلهم المفرط في الأدوار الرفيعة المستوى في الأخبار وعلى الإنترنت، وسوف تكون هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد ما أدى بالضبط إلى هذه الاختلافات في العمر في التحيز العنصري الضمني، ومع ذلك تشير النتائج إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه البيئة في تشكيل المواقف العنصرية الضمنية، وتشير هذه النتائج مقترنة بأبحاث أخرى، إلى أهمية إعطاء الأطفال فرصة للتواصل مع أشخاص من مجموعات متنوعة في وقت مبكر من الحياة من أجل تحدي التحيزات العنصرية .

وتقول ستيل : ” من المهم أن يتعرض الأطفال للتنوع في حياتهم وأن يتعلموا تقدير هذا التنوع، ويمكن أن يشمل ذلك قراءة قصص مع شخصيات رئيسية من خلفيات مختلفة عندما يعيش الناس في بيئات أكثر تجانسا، أو من خلال التجارب الإيجابية في الثقافات المتعددة “، وتتابع ستيل : ” في نظامنا التعليمي من المهم أن تعكس موادنا مجتمعاتنا المتنوعة بشكل متزايد، وأن الأطفال لديهم الفرصة لتعلم الأعضاء الناجحين والمساهمين في المجتمع من جميع مناحي الحياة، وهذا يمكن أن يساعد على تحدي التحيز العنصري ويمكن أن يساعد على المساهمة في مجتمع أكثر إنصافا للجميع ” .

المصدر :

ساينس ديلي