العلاقة بين داء السكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن

كشفت الدراسات أن ما يقرب من 15 % من جميع المرضى المصابين بمرض الانسداد الرئوى المزمن الذين يدخلون إلى المستشفى يعانون أيضاً من مرض السكري، وقد بدأ العلماء بالبحث عن ما إذا كانت الإصابة بمرض

الانسداد الرئوي المزمن

تضعك في خطر أكبر للإصابة بمرض السكري أم لا .


الالتهابات وعلاقتها بمرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض السكري :


هناك نوعان من الالتهابات وهما الالتهابات الحادة والالتهابات المزمنة، والالتهاب الحاد هو استجابة مناعية قصيرة الأمد لإصابة مفاجئة، إذا قمت بجرح إصبعك ، على سبيل المثال ، في اليوم التالي من المحتمل أن يكون أحمر ومتورم، وهذا يعتبر امراً جيد لأنه يعني أن الاستجابة الالتهابية قد بدأت ، مما أدى إلى إطلاق عدد كبير من المواد الكيميائية المضادة للالتهابات لمحاربة المكروبات من الدخول إلى جسدك .

من ناحية أخرى ، يحدث الالتهاب المزمن عندما لا تتوقف الاستجابة الالتهابية ويستمر نظام المناعة في إخراج المواد الكيميائية الالتهابية، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لعوامل معينة من أنماط الحياة مثل الإجهاد ، وعدم ممارسة الرياضة ، وسوء التغذية مما يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث التهاب حتى عندما لا يكون ضروريًا ويمكن أن يكون ضارًا، ويعتبر الالتهاب المزمن هو أصل العديد من الأمراض المزمنة ، بما في ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض السكري .


مخاطر الإصابة بالسكري لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن :


لا توجد بيانات وأبحاث مؤكدة تشير إلى العلاقة بين مرض الانسداد الرئوي ومرض السكري، ولكن هناك مقال نشر في مجلة ” Thorax ” يفيد بوجود انخفاض في مرض السكري لدى المرضى كبار السن الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن .

إذا كان مرض السكري مرتبطًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن ، فإن أكبر الآثار تظهر لدى أصغر مرضى الانسداد الرئوي المزمن الذين يدخنون وبين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 55عام  ولم يدخنوا ابداً .

يبدو أن مرض السكري يؤدي إلى ظهور وتفاقم أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن، وقد يكون ذلك لأن

مرض السكري

يزيد من القابلية للإصابة بالعدوى، مثل تلك العدوى المرتبطة بتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن .


آثار ارتفاع سكر الدم على مرض الانسداد الرئوي المزمن :


أظهرت الأبحاث أن ارتفاع السكر في الدم يرتبط بضعف وظيفة الرئة، وأظهرت إحدى الدراسات أن مرض السكري كان مصحوباً بنسبة أقل من حجم الزفير القسري في الثانية الواحدة ( FEV1 ) والسعة الحيوية القسرية ( FVC ) وهذا التأثير يعد أسوء من تأثير التدخين على الرئتين .

ولكن لماذا يؤثر السكري وارتفاع نسبة السكر في الدم بعد ذلك على الرئتين ؟ تشمل الروابط المحتملة على ما يلي :

– زيادة في مؤشر كتلة الجسم (BMI) .

– فقدان التوافق التنفسي (قدرة الرئتين على التمدد) المصاحبة لمرض السكري .

– تلف الجهاز العصبي ( اعتلال الأعصاب السكري ) .

– ضعف العضلات التنفسية .


نصائح لتحسين مرض السكري ومرض الانسداد الرئوي :


أولاً وقبل كل شيء ، قم بالاقلاع عن التدخين من خلال استخدام مجموعة متنوعة من منتجات وموارد

الإقلاع عن التدخين

، وقم بالبدء ببرنامج إعادة التأهيل الرئوي أو مجموعة تمارين أخرى ، والتي لن تساعد فقط في السيطرة على نسبة السكر في الدم ولكن ستعمل على تحسين أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن أيضاً، ومن الممكن الاكتفاء برياضة المشي فقط عدة مرات في الأسبوع .

يجب أن تحرص على الالتزام بنظام الدواء الذي يصفه لك طبيبك ، سواء كان لديك مرض السكري أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو كلاهما، حيث تخبرنا الدراسات أن عدم الالتزام بالعلاج الدوائي يمكن أن يؤدي إلى سوء أعراض كلا المرضين .