العلاقة بين الجراثيم الفموية والتهاب الأمعاء

أكدت دراسة جديدة على  أن للجراثيم الفموية دوراً في تفاقم حالة مرض التهاب الأمعاء ، حيث أظهرت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة (Oral Diseases) أن التهاب القولون ، أو ما يدعى مرض التهاب الأمعاء (Inflammatory bowel Disease (IBD ،ازدادت حدته بتأثير وجود بعض الجراثيم في الفم .


مرض التهاب الأمعاء IBD :


يطلق مصطلح IBD على مجموعة الاضطرابات الالتهابية التي تصيب الأمعاء ، و هناك نوعان رئيسيان من تلك الاضطرابات و هما

التهاب القولون التقرحي

و داء كرون ، و يختلف هذان النوعان في مكان حدوث الإصابة ، فالإصابة بالتهاب القولون التقرحي تبقى محدودة ضمن القولون أو الأمعاء الغليظة ، أما داء كرون يُصيب أي جزء من السبيل الهضمي من الفم و حتى الشرج ، و على الرغم من هذا فتعتبر الأمعاء الدقيقة خاصة الجزء النهائي منها (اللفائفي) الأكثر عرضة للإصابة ، و قد أثبتت بعض الإحصائيات أن مرض التهاب الأمعاء يُصيب شخصاً من بين كل 250 شخصاً في بريطانيا ، و هناك ما يقارب 120 ألف شخص مصاب بالتهاب القولون التقرحي وحوالي 90 ألف شخص مصاب بداء كرون أيضًا ، يمكن أن يظهر مرض التهاب الأمعاء في أي عمر ؛ لكن عادة ما يظهر في مرحلة المراهقة المتأخرة أو بداية العشرينيات من العمر ،


دراسة بريطانية توضح العلاقة بين الجراثيم الفموية و التهاب الأمعاء :


على الرغم من أن التهاب الأمعاء داء مجهول السبب حتى الآن ؛ إلا أن بعض الباحثين أشاروا إلى وجود علاقة بينه و بين الأمراض التي تصيب اللثة ، حيث تم إجراء درسة بريطانية في مؤسسة الصحة السنية البريطانية تحت إشراف الدكتور Nigel Carter ، الرئيس التنفيذي للمؤسسة ، و كان الهدف الأساسي من الدراسة هو معرفة العلاقة بين الحالة الفموية للشخص و صحته الجسمية ، و بالفعل نجحت الدراسة في تحديد الجراثيم الفموية التي تجتاح الدوران الدموي و المسؤولة عن التهيج في التهاب الأمعاء .


نتائج الدراسة :


أثبتت الدراسة أن الفم في أغلب الأوقات يكون أول نقطة اتصال مع بعض

الجراثيم

، و لذلك في حالة الإصابة بالتهابات الأمعاء يجب الكشف على اللثة أولًا و معالجتها من أي أمراض ، و في هذا الإطار قام الدكتور Nigel Carter بالتأكيد على ضرورة تفريش الأسنان لمدة دقيقتين مرتين يومياً باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلور ، و التقليل من تناول الأطعمة و المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من السكريات ، هذا بالإضافة إلى المتابعة المستمرة عند طبيب الأسنان و جعل هذه الأمور اعتيادية في حياة الشخص ، كما أشار الدكتور Nigel إلى أهمية تنظيف المسافات بين الأسنان باستخدام الفراشي أو الخيوط بين السنية ، و في حالة تورم اللثة و تضخمها و نزيفها عند التفريش ، أو يعاني الشخص من رائحة فم كريهة باستمرار ؛ ففي الغالب تكون اللثة مريضة .

كما أثبتت الدراسة أيضًا أن مرض

التهاب الأمعاء

له علاقة وثيقة بالحمية الغذائية ، و لذلك أكد الدكتور Nigel Carter على ضرورة الاهتمام بالحمية الغذائية لمرضى التهاب الأمعاء للتخفيف من أعراض هذا الداء ، بالإضافة إلى الحفاظ على صحة الأسنان ، و يقول Carter : “يعتبر مرض التهاب الأمعاء مرضاً مؤثراً على نمط الحياة الخاصة بالفرد ، لذا فمن المهم للمرضى أن يبدؤوا بتنظيم حميتهم الغذائية للتقليل من احتمال اشتداد الحالة و للحفاظ على مستوى مقبول من الصحة السنية “.