نوبات الذعر عند الأطفال المصابين بالتوحد و كيفية مواجهتها
التوحد أحد الأمراض التي تتبع الأمراض النفسية ، و هذا الاضطراب يؤثر على العلاقات الاجتماعية عند المصابين ، و يتسم المرض بعدد كبير من الأعراض المختلفة .
التوحد
يأتي جميع الأطفال إلى العالم معتقدين أنهم يمثلون مركز الكون ، و هو اعتقاد يتمثل في أن لدى الآخرين مشاعر و معتقدات يمكن أن تختلف عنهم ، و وفقًا لما ذكرته الأبحاث الحديثة ، إذا كنت والد طفل متوحد ، قد تلاحظ أن طفلك يعاني من صعوبة في فهم أن الآخرين يفكرون بشكل مختلف عما يفعلون أو أن شخصًا آخر يمكنه تفسير المعلومات بشكل مختلف ، و لذلك لابد من اتباع مجموعة واضحة من القواعد و الحدود التي سوف تساعد طفلكم المصاب بالتوحد على تعلم السلوك المناسب ، حتى إذا كان يواجه صعوبة في فهم سبب وجود بعض السلوكيات المناسبة و البعض الآخر غير مناسب.
البناء الوظيفي لمرضى التوحد
يعتمد الأطفال الذين يعانون من
التوحد
بشكل كبير على البنية الوظيفية ،
السبب هو أن العالم مكان مربك للطفل المصاب بالتوحد ، لأنه لا يفهم العالم بنفس الطريقة التي نفهمها بها ،
و
يكافح الطفل لفهم البيانات الحسية الأساسية و التي تعتبر إحدى المعلومات أكثر أهمية من غيرها ، كما
إن وجود بنية في حياته تساعده على معرفة السلوك المناسب في أي موقف ، لأن الروتين نادرا ما يتغير ويصبح معتادا على ما يفهم أنه أمر طبيعي
.
الضغط العصبي عند مريض التوحد
الأطفال التوحديين الذين يعانون من الروتين هم أقل إجهاداً من الأخرين ، و وفقاً لعدد من الدراسات ، عندما يكون للطفل روتينًا صارمًا ، تقل احتمالية دخوله في حالة الذعر أو الخوف ، و نظرًا لأن العديد من الأطفال التوحديين يواجهون صعوبة في فهم الاختلافات و عمليات الانتقال في حياتهم ، فمن المهم أن يساعد في تقليل التوتر وضع عدد من القواعد و الحدود المحددة في الروتين ، و على سبيل المثال ، يمكنك إنشاء مخطط يحتوي على جدول زمني يتيح لطفلك معرفة ما يمثل كل جزء من اليوم ، على سبيل المثال ، يمكنك المساعدة في تقليل الإجهاد عن طريق عمل قاعدة لكل شئ مثل أن يغسل يديه بين وقت اللعب الخارجي و الغداء كل يوم ، و يمكنك وضع صورة للصابون و الماء على الجدول الزمني بين الغداء و اللعب ، مما يساعده على التمسك بروتينه بينما لا يزال يلتزم بالقواعد التي تم تعيينها له.
منع نوبات الغضب و الانهيارات
في حين أن جميع الأطفال مختلفين و لديهم مجموعة من ردود الفعل الخاصة بهم للتغيير أو الانزعاج ، قد يكون طفلك التوحدي واحدًا من العديد من الأشخاص الذين يعانوا من نوبة غضب أحيانًا أو يعانوا من الانهيار ، و على سبيل المثال ، إذا ذهبت في إجازة ، فقد يخيفه الاستيقاظ في مكان مختلف عن الذي اعتاد عليه لبضعة أيام ، و قد تحتاج إلى إعداد طفلك المصاب بالتوحد للتغيير في وقت مبكر و بأقل وقت ممكن للمساعدة في الحد من أي ردود فعل سلبية ، و إذا كنت ترغب في تغيير بعض القواعد ، مثل وقت النوم أو الوقت الذي يحصل فيه طفلك على اللعب في الخارج ، يجب تحذيره مسبقًا من أن القواعد ستكون مختلفة لمساعدته على التكيف.
التعامل مع الطفل أثناء الغضب
نوبة الذعر من أهم المشاكل التي تواجه الطفل المريض بالتوحد ، و هذه المشكل يمكن مواجهتها بالعديد من الطرق ، و هذه الطرق تتمثل في التحدث مع الطفل بشكل واضح و صريح عن ما يشعر به و ما حدث و ما قد يحدث و يثير مخاوفه ، و لابد ان يتم الحديث من خلال شخص مقرب ، و لابد من تهدئة الطفل و طمأنته و محاولة إشعاره بالاستقرار.