عواقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي على ايران
اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب سابقا ان يرفض الاتفاقية التي وقعتها ادارة سابقه باراك أوباما مع الحلفاء بشأن البرنامج النووي الايراني، و فاجأ الجميع يوم الثلاثاء بانسحابه تماما من التفاقية، و هو ما قد يكون له عواقب وخيمة جدا على ايران و الشرق الاوسط.
ماهو الاتفاق النووي؟
في هذا
الاتفاق النووي
توصلت إيران و مجموعة تفاوضية تضم ست دول إلى اتفاقية تاريخية معروفة باسم خطة العمل المشتركة الشاملة في يوليو 2015م، و قد أنهت هذه الاتفاقية 12 عاما من الجمود بسبب برنامج طهران النووي، و قد تم توقيع الاتفاق في فيينا بعد ما يقرب من عامين من المحادثات المكثفة، وقد حددت الاتفاقية البرنامج الايراني لطمأنة بقية العالم بأنها لن تكون قادرة على تطوير أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات.
و تنص الاتفاقية على موافقة إيران على فرض قيود صارمة على برنامجها النووي في مقابل الهروب من العقوبات التي نشأت حول اقتصادها قبل عقد من الاتفاق، و بموجب الاتفاق قامت إيران بفصل ثلثي أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها و شحنت 98٪ من اليورانيوم المخصب وعبأت مفاعل إنتاج البلوتونيوم الخاص بها بالخرسانة.
كما قبلت طهران بموجب الاتفاقية بمراقبة مكثفة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)،و التي قامت بعمل تفتيش على ايران 10 مرات منذ توقيع الاتفاق، و حسب اخر تفتيش في شهر فبراير فإن طهران ما زالت ملتزمة بالشروط، و في المقابل تم رفع جميع العقوبات المتعلقة بالنووي في يناير 2016م و تم إعادة ربط إيران بالأسواق العالمية.
ما هي الدول المشاركة؟
كانت القوى الست الكبرى المشاركة في المحادثات النووية مع إيران في مجموعة تعرف باسم P5 + 1: الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – الصين و فرنسا و روسيا و المملكة المتحدة و الولايات المتحدة – و ألمانيا.
لماذا يريد دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاقية؟
بعدما فاز
دونالد ترامب
في الانتخابات الأمريكية في 2016م، اصبح مصير الاتفاقية موضع الشكوك، و قد وعد ترامب قبل انتخابه “بتفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران” و هو ما اعتقد الكثيرون وقتها انه يقصد تنفيذًا أكثر صرامة للاتفاق و تشديد العقوبات المفروضة بالفعل، و هو ما اثار المخاوف من ان تقوم طهران بخرق الاتفاقية في مواجهة التشديد الامريكي المحتمل، لكنه قام بالتغريد يوم الاثنين بأنه سيعلن قراره بحلول يوم الثلاثاء، ثم اعلن يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاقية تماما.
عواقب انسحاب امريكا من الاتفاقية
باستثناء الولايات المتحدة فقط فإن جميع الشركاء الآخرين في مفاوضات P5 + 1 يرغبون في الحفاظ على الاتفاقية، و على حد تعبير بوريس جونسون وزير خارجية المملكة المتحدة الذي زار واشنطن العاصمة للضغط على ترامب لكي لا يقوم بالانسحاب من الاتفاقية، فإن برويس يرى من وجهة نظره ان الاتفاقية هي الحل الوحيد المتاح لضمان عدم حصول ايران على سلاح نووي، و لا يمكن الحصول على حلول افضل من ذلك.
ومن المحتمل ان يثير انسحاب امريكا من الاتفاقية ازمة جديدة في المنطقة، و كذلك من المتوقع ان تقوم الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات على ايران و التي سوف يتم تنفيذها في خلال 90 إلى 180 يوم.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني “هذه حرب نفسية” و أنه يعتقد أن الاتفاقية يمكن أن تستمر إذا تحدى شركاء التفاوض الآخرون دونالد ترامب، بينما اعلن الحلفاء الأوروبيون ألمانيا و فرنسا و بريطانيا أنهم “يشعرون بالأسف و القلق” بشأن قرار ترامب و يعتزمون مواصلة الالتزام بالاتفاق.
و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه “يؤيد تماما” قرار ترامب. وقال “إن إسرائيل تشكر الرئيس ترامب على قيادته الشجاعة”، بينما حذر الرئيس الأمريكي السابق
باراك أوباما
، الذي تفاوضت إدارته في شأن الصفقة الإيرانية من أن قرار ترامب قد يكون له تداعيات وخيمة، و قال أوباما: “من دون خطة العمل المشتركة ، يمكن أن تصبح الولايات المتحدة في نهاية المطاف مجبرة على الاختيار بين خيارين خاسرين، بين إيران المسلحة نووياً أو حرب أخرى في الشرق الأوسط”.