العلاقة بين فيتامين د والإصابة بمرض التوحد

يعد فيتامين د واحدًا من أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان ، و في دراسة جديدة أجراها معهد الأبحاث التابع لمشفى الأطفال في أوكلاند ؛ تم التوصل إلى أن فيتامين د قد يكون له تأثير على

السلوك الاجتماعي

المرافق لمرض التوحد.


مرض التوحد:


التوحد Autism هو عبارة عن اضطراب عادة ما يُلاحظ على الطفل في سن مبكر ، حيث يؤثر على تطوره و جوانب نموه المختلفة ، فيكون تطوره غير طبيعي ، و يُظهر خللاً في تفاعله الاجتماعي ، و يتميز بتكرار أنماط سلوكية معينة ، و بضعف تواصله اللفظي و غير اللفظي مع الآخرين.


علاقة نقص فيتامين د بالإصابة بالتوحد:


قام بعض الباجثين في معهد الأبحاث التابع لمشفى الأطفال في أوكلاند بعمل دراسة جديدة لكشف العلاقة بين نقص مستويات فيتامين د في الجسم و حدوث بعض الاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرض التوحد ، و في هذه الدراسة أشار الباحثون إلى أن هرمونات الفازوبريسين و الأوكسيتوسين و السيروتونين ، و هي هرمونات موجودة بالدماغ و تؤثر على السلوك الاجتماعي ، تتفعل تلك الهرمونات بتأثير من فيتامين د ، مع العلم أنه في بعض الدراسات السابقة تم ربط التوحد بانخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ ، كما تم ربطه بمستويات منخفضة من

فيتامين د

أيضاً ، إلا أن الدراسات السابقة لم يكن هناك سبب معروف لتأثير فيتامين د على السلوك ، حتى جاءت دراسة معهد الأبحاث التي أكدت على أن فيتامين د يحفز الجين المسؤول عن اصطناع أنزيم التريبتوفان هيدروكسيلاز2 (TPH2) ، و هو الجين الذي يحول الحمض الأميني الأساسي تربتوفان إلى سيروتونين في الدماغ.

و استنادًا إلى ما سبق فإن المستويات المناسبة من الفيتامين قد تكون ضرورية لإنتاج السيروتونين و الذي يعمل كناقل عصبي و يؤثر على السلوك الاجتماعي ، كما توصل الباحثون إلى أن الجين المسؤول عن اصطناع أنزيم التربتوفان هيدروكسيلاز1 (TPH1) يتثبط بواسطة فيتامين د ، و الذي يوقف لاحقاً إنتاج السيروتونين في القناة الهضمية و الأنسجة الأخرى ، و تسبب زيادته في هذه الأنسجة إلى حدوث التهابات ، و بالتالي فإن هذه الآلية الجديدة من الممكن أن تمنع حدوث التوحد و قد تكون بداية لمعالجته ، و لذلك فإن التدخل الغذائي باعطاء فيتامين د و التربتوفان و الأوميغا 3 تعزز مستويات

السيروتونين

في الدماغ و تساعد على إيقاف أو تخفيف الأعراض المصاحبة للتوحد من دون آثار جانبية.


المستويات الطبيعية من فيتامين د:


تعتبر المستويات الحالية المناسبة من فيتامين د هي التراكيز فوق 30 نانوغرام/مل ، و من مصادر فيتامين د الطبيعية هي التعرض لأشعة الشمس ، حيث يتشكل الفيتامين في الجلد نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية ، و قد أشار البعض إلى أن واقيات الشمس وصباغ الميلانين حصول الجسم على القدر الكافي من فيتامين د ، وأشار أحدث استفتاءات فحص الغذاء و الصحة الوطنية في أمريكا بأن أكثر من 70% من الأميركيين لايحصلون على الكميات الكافية من فيتامين د ، و قد تزامن هذا الانخفاض الحاد في مستويات الحصول على الفيتامين مع الارتفاع في معدلات

التوحد

، فمن الضروري جدًا للإنسان و خاصة المرأة الحامل أن تحصل على القدر الكافي من فيتامين د سواء من خلال أشعة الشمس أو من خلال الأطعمة و المكملات الغذائية فهي غير مكلفة و لها مفعول جيد جدًا.