لغز سفينة الهولندي الطائر
هذا اللغز يخص خرافة و أسطورة انتشرت بين الناس، حول سفينة قد غرقت في الماء، و قد قال عدد كبير من الناس أنهم رأوا هذه السفينة و عند الاقتراب منها و الوصول إلى النقطة الموجودة فيها، لم يجدوا أي شيء و لم يجدوا أي أثر لها، و قد قام العلم بتفسير هذه الظاهرة، و التحقق من عدم وجود أي أسطورة او خرافة وراء حدوثها، عن طريق اكتشاف ظاهرة تحدث في المحيطات و تحدث في المناطق الصحراوية، تجعل الناس يرون هذه السفينة في المحيط و يظنون أنها حقيقية .
قصة سفينة الهولندي الطائر
هذه القصة تحكي عن سفينة يراها الناس ولكنها تختفي بعد رؤيتها، و اول تقارير تم كتابتها عن هذه السفينة تعود إلى القرن الثامن عشر، و تم رؤيتها في منطقة قريبة من
رأس الرجاء الصالح
، و هي سفينة قطبان يدعى هندريك فان دير، و كان لقبه في هذا الوقت الرجل الهولندي البحار.
وقد ذهب بالسفينة الخاصة به باتجاه الهند، و السفينة كانت محملة بكميات كبيرة من الحرير و التوابل و الدهان عند عودتها من الهند ليعود بها إلى هولندا، و عند العودة بالسفينة في طريق رأس الرجاء الصالح، حدثت عاصفة بحرية شديدة و طلب جميع افراد الطاقم الموجود على السفينة من القبطان، اتخاذ طريق آخر بعيد عن هذه العاصفة، و لكنه لم يسمع آراء الطاقم الخاص به و قرر اكمال الإتجاه في مساره، و ذلك القرار أدى الى حدوث تحطم في السفينة و قد غرقت السفينة، و غرق كل من عليها .
ومن هذا الوقت بدأت الروايات و الخرافات حول هذه السفينة، حيث قال بعض الناس أنهم رأوا سفينة شبح تظهر عندما يكون الجو بارد في أعماق البحار و تظهر في وجود العواصف و الطقس السيء، و أصبحت هذه القصة من الأساطير التي تتكرر و تنتشر بسرعة بين الناس، و قد قال بعض الناس أنها ظهرت لهم في الضوء حتى قام الطاقم بالاقتراب منها و وصلوا للنقطة الموجودة فيها، و لكنهم لم يجدوا أي أثر لها، و وجدوها قد اختفت عن أنظارهم .
تفسير هذه القصص و الاساطير
استمرت القصص و الاساطير حول السفينة في الازدياد و الانتشار بين الناس، و ازداد عدد من شاهدها و قال إنها تختفي بعد أن يراها، و لكن تم تفسير هذه الظاهرة من جانب العلماء، و قد قالوا أن هناك ظاهرة ضوئية فيزيائية تسمى بالفاتا مورغانا، و هي عبارة عن نوع من السراب يحدث هذا السراب، عند انكسار أشعة الضوء و يحدث لها التواء عندما تعبر عبر طبقات الهواء المتفاوتة في الحرارة، و سطح المحيط من أكثر الأسطح المائية المناسبة لحدوث هذه الظاهرة، فعندما ينظر إليها من يبحر في المحيط، يرى سراب او طيف فوق حدود الافق.
و يمكن لهذه الظاهرة أن تحدث في مكان آخر غير المحيط، مثل حدوثها فوق سطح الاسفلت الحار خاصةً خلال فصل الصيف، و خاصةً في الأماكن الصحراوية، عندما يحدث ارتفاع في الحرارة من السطح، و في هذه الظاهرة تظهر بعض الاشكال الغريبة، نتيجة لحدوث الانكسار و التواء الضوء.
اما سفينة الهولندي الطائر فتظهر هذه الظاهرة فيها على شكل سفينة حقيقية، و ذلك لأن أشعة الضوء تنحني فوق انحناء الكوكب، و بمجرد الوصول إلى نقطة السفينة الموجودة عليها، يجد الناس أنها اختفت و غير موجودة، و هذه الظاهرة تجعلنا نتحقق من صحة اي شيء غريب او خارق للطبيعة، لأن أسطورة و خرافة مثل هذه الخرافة كان السبب وراء حدوثها في النهاية هو تفسير علمي و ظاهرة موجودة بالفعل، و لكن بسبب جهل اي قبطان يبحر بسفينته بهذه الظاهرة يحدث له تشتيت انتباه، و فقدان تركيز عند رؤية هذه الظاهرة و يحاول أن يعرف ما ورائها ليذهب و لا يجد أي شي .