قصة لا يحيق المكر السيء إلا بأهله

لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قصة عن الغدر والخيانة وردت في كتاب ألف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين، وفيها قد رسمت جارية خطة للإيقاع بأحد رجال القصر لأنه اطلع على فعلتها المشينة فما كان منها إلا أن ادعت عليه بأنه أراد بها سوء، مما جعل الملك يأمر بقتله، لكن الله ينجيه بمعجزة.


أحمد اليتيم:


حكي في قديم الزمان أن خدم أحد الملوك التقطوا طفلًا كان مطروحا بالطريق فأمر الملك بضمه إلى أهل بيته  وسماه أحمد اليتيم، فلما نشأ ظهرت عليه أمارات النجابة والفطنة فهذبه وعلمه، واصطفاه وقدمه في جميع أعماله وشئون قصره، وذات يوم، أمره يحضر شيئًا من بعض حجراته، وحين ذهب رأي جارية كانت مقربة من الملك في حال مريبة مع خادم من خدم القصر، فتوسلت إليه أن يكتم خبرها، وعرضت نفسها عليه، فقال: معاذ الله أن أخون الملك، وقد أحسن إلي، ثم تركها وانصرف.


الوشاية والغدر:


أوجست الجارية في نفسها خيفة من أحمد اليتيم لأنه على صلة مقربة من الملك وتوهمت أنه سيفشي سرها، فذهبت إلى الملك باكية شاكية فسألها الملك عن سبب بكائها، فقالت: إن أحمد اليتيم، راودها عن نفسها وهم أن يقهرها على فعل منكر، فغضب  الملك أشد غضب، لما قدم من إحسان ورعاية لليتيم وقابله بالغدر والخيانة، وعزم الملك على قتل أحمد اليتيم.


لا يحيق المكر السيء إلا بأهله:


استدعى الملك كبير خدمه: إذا بعثت إليك أحدا بكذا أو كذا فاقتله، وابعث برأسه إلي وبعد قليل أحضر الملك أحمد اليتيم وقال له: اذهب إلى فلان واطلب منه كذا وكذا “الأمر الذي أخبر بده دليلًا على قطع الرأس” فامتثل أحمد اليتيم وذهب، وفيما هو في طريقه لقي بعض الخدم، فحكموه في أمر اختلفوا فيه وطلبوا منه التحكيم بينهم، فأخبرهم بما هو مكلف به.

فقالوا له: نبعث الخادم فلان ليحضر ما تطلب حتى تفصل في أمرنا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وأرسل الخادم بدلًا عنه، وذهب ذلك الخادم، وأخبر رئيس الخدم برسالته فقتله وحز رأسه وجاء بها إلى الملك ، فلما أبصره وكشف عنه الغطاء، رأى رأسًا أخرى، فأمر بإحضار  أحمد اليتيم فسأله عن خبر هذا الخادم،  فأخبره بما كان .

فقال له الملك : أتعرف لهذا الخادم ذنبا؟ قال: نعم، إنه فعل كذا وكذا مع فلانة الجارية، وقد سألاني بالله ربي أن أكتم خبرهما، فلما سمع الملك ذلك سكن ما به،  من غل وحقد تجاه أحمد اليتيم وأمر بقتل الجارية، وأعاد إلى أحمد ثقته به واطمئنانه إليه.


المستفاد من القصة:


قالوا قديمًا في

الأمثال الشعبية

“من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” وأرى أن هذا المثل ينطبق على الجارية التي حفرت الحفرة لذلك البريء حتى تتخلص منه فما كان منها إلا أن كانت أول الهالكين فيها، لذلك احرص أخي المسلم بالابتعاد عن المكر السيء وتجنب عواقبه الوخيمة.