اداب المشي بالطريق في الاسلام

شمل الدين الإسلامي كافة مناحي الحياة ، و كان من بينها ما تعلق بحياة الأفراد و تنظيمها ، و ذلك فضلا عن أداء العبادات و غيرها ، و ذلك لأن الدين الإسلامي عمل على إثراء حياة الأفراد و ليس التوجيه للعبادة فقط


الدين الإسلامي


شمل الدين الإسلامي عدد من مظاهر الحياة المختلفة ، فكان لأبسط الأشياء في هذه الحياة أداب لابد من اتباعها ، و ذلك بغرض حفظ الحقوق و انصاف المسلمين ، و كان من بين ما نظم الدين الإسلامي ، آداب المشي في الطريق ، و التي شملت العديد من التفاصيل المختلفة و المتنوعة .


أداب المشي في الطريق



آداب لقمان


من بين الطرق التي وضعت لتنظيم الآداب الواجب اتباعها عند التواجد في الطرقات ، تلك الوصية التي تركت من

لقمان

لابه ، و التي ذكرت في قوله تعالى وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (سورة لقمان 18-19) ، حيث أوصى ولده بألا يختال في مشيته ، و أن يتسم بالسكينة و الوقار فلا يكون مسرعا بشكل أهوج و لا يكون شديد البطء .


وصايا عمر بن الخطاب


كان من بين من تركوا وصايا تتعلق بالمشي في الطرقات ، خليفة المسلمين

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

، فكان من بين هذه الوصايا حينما وجد رجلا يمشي مطأطئا رأسه ، قال له ارفع رأسك إن الإسلام ليس بمريض .


وصايا قرآنية


– ذكرت العديد من الأيات القرآنية الحكيمة في هذا الصدد ، و كان من بين هذه الأيات تلك الصفة التي وردت في القرآن الكريم عن المؤمنين و مشيتهم ، و ذلك في قوله تعالى وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً (الفرقان – 63) ، و كلمة هونا في هذه الآية الكريمة تعني الوقار و المشي بسكينة .

– انتقلت الوصايا القرآنية في هذا الصدد للحديث عن غض البصر ، و هناك العديد من الوصايا التي تتعلق بأمر غض البصر ، و كان من بين هذه الوصايا قوله تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ (سورة النور ) ، و ربما يكون هذا الأمر بغرض صيانة عرض بنات و نساء السلمين ، و تعفيف الرجال بغض أبصارهم عن النساء اللاتي لا تحل لهم .

– و من بين الوصايا التي حث عليها القرآن الكريم أيضا أن المسلم ، هو من يسلم الغير من قوله و فعله ، و ذلك اعتمادا على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمُ من سلِمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ ، و كذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحمد لله جل و على عندما نرى أن شخص مبتلى ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله ما من رجلٍ رأى مُبْتَلًى، فقال : الحمدُ للهِ الذي عافاني مما ابتلاك به، وفَضَّلَني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا ؛ إلا لم يُصِبْهُ ذلك البلاءَ ؛ كائنًا ما كان. رواه الترمذي ، كذلك أمر رسولنا الكريم بعدد من الوصايا للطريق ، و كان من بينها قول رسول إياكم والجلوسَ في الطرقاتِ. قالوا : يا رسولَ اللهِ ! ما لنا بُدٌّ من مجالسِنا. نتحدثُ فيها. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّه. قالوا : وما حقُّه ؟ قال : غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ .


الحياء في الطريق


الحياء من أهم الأشياء التي اقترنت بالإيمان ، لدرجة أن الحياء يعتبر من أعلى شعب الإيمان ، و قد ذكر القرأن الكريم عدد من الأيات لأهمية هذا الأمر ، فكان من بينها قوله تعالى فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ (القصص – 25) ، و كذلك وصف رسول الله لمشية النساء في قوله استأخِرنَ فإنَّهُ ليسَ لَكنَّ أن تَحقُقنَ الطَّريقَ عليكنَّ بحافَّاتِ الطَّريقِ فَكانتِ المرأةُ تلصَقُ بالجدارِ حتَّى إنَّ ثوبَها ليَعلَقُ بالجدارِ رواه أبو داوود.