دراسة جديدة حول أضرار تناول الطعام خارج المنزل

ذكرت دراسة أجريت في التاسع والعشرين من مارس الماضي، أن تناول المزيد من الطعام مثل البرغر في المطاعم والكافتيريات ومنافذ الوجبات السريعة، قد يعزز المستويات الكلية للمواد الكيميائية التي قد تسبب أضرارا صحية في الجسم، وتسمى هذه المواد بـ ” الفثالات ” .


دراسة جديدة حول أضرار تناول الطعام خارج المنزل


ذكرت دراسة جديدة أن تناول المزيد من الطعام خارج في المنزل في المطاعم والكافتيريات ومنافذ

الوجبات السريعة

، قد يعزز المستويات الكلية للمواد الكيميائية التي قد تسبب أضرارا صحية وتسمى ” الفثالات “، ومن المعروف أن الفثالات عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة في مواد تعبئة وتجهيز الأغذية، والتي تعمل على تعطيل الهرمونات في البشر وترتبط بقائمة طويلة من المشكلات الصحية .


حول الدراسة


هذه الدراسة هي الأولى التي تقارن حالات التعرض للفثالات لدى الأشخاص الذين أبلغوا عن تناول الطعام خارج المنزل، وأولئك الذين يفضلون الاستمتاع بوجبات الطعام المطبوخ في المنزل، ووفقا للدراسة فإن الأشخاص الذين أفادوا باستهلاك المزيد من وجبات المطاعم والوجبات السريعة كانت لديهم مستويات فثالات أعلى بنسبة 35 بالمائة تقريبا من الأشخاص الذين أبلغوا عن تناول أغذية يتم شراؤها في الغالب من محل البقالة .

وهذه الدراسة تشير إلى أن الغذاء المعد في المنزل أقل احتمالا في احتواءه على مستويات عالية من الفثالات، والمواد الكيميائية المرتبطة بمشاكل الخصوبة، ومضاعفات الحمل وغيرها من القضايا الصحية، وهذا بحسب ما قالته المؤلفة الرئيسية للدراسة إيمي زوتا وهي أستاذ مساعد في الصحة البيئية والمهنية في معهد Milken Institute للصحة العامة ب

جامعة جورج واشنطن

، وتتابع : ” تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تناول الطعام في الخارج قد يكون مصدرا مهما وغير معروف مسبقا للتعرض للفثالات لسكان الولايات المتحدة ” .


تفاصيل الدراسة


استخدمت الدكتورة جوليا فارشافسكي التي قامت بهذا العمل أثناء وجودها في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، كلية الصحة العامة، بأخذ البيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية ( NHANES ) الذي تم جمعه بين عام 2005 وعام 2014، وطلب من المشاركين البالغ عددهم 10.253 شخصا أن يتذكروا ما أكاوه وأين جاء طعامهم في الساعات الأربع والعشرين السابقة، ثم حلل الباحثون الروابط بين ما يأكله الناس ومستويات منتجات تكسير الفثالات الموجودة في عينة البول لكل مشارك .


اكتشافات فريق البحث


وجد الفريق أن 61 % من المشاركين أفادوا عن تناول الطعام في اليوم السابق خارج المنزل، بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أن هناك ارتباط بين التعرض للفثالات وتناول الطعام بالخارج لجميع الفئات العمرية، ولكن كان حجم الارتباط أعلى بالنسبة للمراهقين المستهلكين للطعام السريع والأطعمة الأخرى التي تم شراؤها خارج المنزل، وكانت لديهم مستويات أعلى من الفثالات بنسبة 55 بالمائة مقارنة مع أولئك الذين تناولوا الطعام في المنزل، وقد ارتبطت أطعمة معينة وخاصة شطائر الجبن والسندوتشات الأخرى، بزيادة مستويات الفثالات – ولكن فقط إذا تم شراؤها من منفذ الوجبات السريعة أو المطعم أو الكافتيريا .

ووجدت الدراسة أن السندويشات المستهلكة في منافذ الوجبات السريعة أو المطاعم أو الكافيتريات مرتبطة بنسبة 30 في المائة أعلى من مستويات الفثالات في جميع الفئات العمرية المشاركة في الدراسة، وبالنسبة للنساء الحوامل والأطفال والمراهقون فهم أكثر عرضة للتأثيرات السامة للمواد الكيميائية المسببة للهرمونات، لذلك من المهم إيجاد طرق للحد من تعرضهم لها، وهذا بحسب ما صرحت به فارشافسكي، والتي تعد الآن عالمة ما بعد الدكتوراه في

جامعة كاليفورنيا

في سان فرانسيسكو، وتتابع : ” يجب على الدراسات المستقبلية التحقيق في التدخلات الأكثر فعالية لإزالة الفثالات من الإمدادات الغذائية ” .


الأسلوب الذي استخدمه فريق البحث


استخدم الفريق أسلوبا مبتكرا لتقييم حالات التعرض الفعلي للعديد من الفثالات، والذي يعرف باسم التعرض الفثالي المتراكم، والذي يأخذ في الاعتبار الأدلة على أن بعض الفثالات أكثر سمية من غيرها، وقد ركزت الأكاديميات الوطنية للعلوم مرتين على الفثالات – أولا في تقرير عام 2008 وأوصت باستخدام تقديرات المخاطر المتراكمة من أجل تقدير المخاطر الصحية البشرية التي تشكلها هذه الفئة من المواد الكيميائية، ثم في عام 2017 مع تقرير خلص إلى أن بعض الفثالات يفترض أن لها مخاطر على الإنجاب بالنسبة للبشر، وتحتوي العديد من المنتجات على الفثالات بما في ذلك صناديق الاستلام، والقفازات المستخدمة في مناولة الأغذية، ومعدات تجهيز الأغذية وغيرها من المواد المستخدمة في إنتاج المطاعم والكافيتريات ومطاعم الوجبات السريعة .

وتشير أبحاث سابقة إلى أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب من أوعية بلاستيكية أو في الأغذية، وإذا تم التحقق من الأبحاث الإضافية، فإن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تشير إلى أن الأشخاص الذين يحبون تناول الطعام في الخارج يحصلون على جانب من الفثالات مع

المقبلات

، لذا قد تكون الوجبات المطبوخة في المنزل إحدى طرق الحد من التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة، ويقول الباحثون أن إعداد الطعام في المنزل قد يمثل الفوز للمستهلكين، ويمكن أن تكون الوجبات المطهية بالمنزل طريقة جيدة لتقليل السكر والدهون غير الصحية والملح .

وفي الوقت نفسه يمثل تلوث الأغذية من الفثالات مشكلة صحية عامة أكبر، مشكلة يجب معالجتها من جانب صناع القرار، وتظهر الأبحاث السابقة التي أجراها زوتا وودروف أن الإجراءات السياسية مثل الحظر، يمكن أن تساعد في الحد من تعرض الإنسان للفثالات الضارة .