اضرار حرق النفايات الطبية على الصحة العامة

أشار باحث العلوم البيئية الدكتور جورج ايمانويل خلال حديثه في منتدى البيئة والصحة العالمي إلى أن حرق النفايات الطبية يسبب انبعاث الكثير من الملوثات الضارة مثل الديوكسينات على سبيل المثال، وإذا قمنا بإطلاق هذه المواد خلال حياتنا فإنها لن تظل في البيئة خلال فترة حياتنا نحن فقط وإنما ستظل خلال حياة أبنائنا وأبناء أبنائنا وأبناءهم أيضاً، وقد حذر الدكتور ايمانويل من خطورة هذه الملوثات على صحة الإنسان بوجه عام.

كما ساعد الدكتور ايمانويل

منظمة الصحة العالمية

في وضع الخطوط الأساسية في كيفية التخلص من مخلفات فيروس الايبولا، حيث رسم صورة قاتمة للصحة والبيئة والمخاطر الاقتصادية، والتغيرات المناخية وفسر المخاطر والتهديدات التي تواجه جميع المشاركين في هذه العملية من ممثلي المستشفيات والإعلام، والأكاديميين، والمنظمات الغير حكومية، والجمعيات المهنية، والقطاع الخاص، والجهات الحكومية.


ما هي الديوكسينات


الديوكسينات

هى مجموعة من المركبات الكيميائية والتي تعد ملوثات عضوية ثابتة، وتتراكم هذه الملوثات في البيئة وكذلك في سلاسل الطعام، وخاصة في الأنسجة الدهنية للحيوانات، ومن الممكن أن تؤثر الديوكسينات عالية

التسمم

على الخصوبة والقدرة على الانجاب، وكذلك فإنها قد تدمر الجهاز المناعي وتسبب العديد من الاضطرابات الهرمونية.


مخاطر حرق النفايات الطبية

ومن بين أضرار ومخاطر هذه المواد هو الإصابة بالسرطان أو العيوب الخلقية وتشوهات الاجنة، والعقم، كما تؤثر على نمو وتطور الأطفال بشكل طبيعي، وتضعف الجهاز المناعي، وتؤثر على قدرة الاناث على الانجاب، وغيرها الكثير والكثير من المخاطر الطبية الجسيمة التي لا يمكن إغفالها.

وأشار الدكتور ايمانويل إلى أن حرق النفايات الطبية من الممكن أيضاً أن يطلق مجموعة هائلة من الملوثات وذلك طبقاً للمكونات التي يتم حرقها، ودائماً ما تكون نواتج الحرق هى مواد جسيمة مثل الرماد المتطاير، والمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ، والكروم، والنحاس والزئبق والرصاص، وكذلك بعض الغازات الحامضية مثل فلوريد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، أول أكسيد الكربون والمركبات العضوية، وتحتوي الكثير من المخلفات الصلبة لهذه النفايات والمحارق التي يتم إدراتها بشكل سيء  على الكثير من مسببات الأمراض.


الأتوكلاف طريقة آمنة للتخلص من النفايات الطبية

ويقترح الدكتور ايمانويل -والذي عمل مستشاراً بيئياً للعديد من المنظمات الطبية العالمية- أن يتم استخدام التكنولوجيا الطبية الحديثة وتحديداً “الأوتوكلاف”، وهو نظام تعقيم صديق للبيئة حيث يقوم بالتخلص من كل الميكروبات والبكتريا، والفطريات، والجراثيم، وبناءً  على عدد من التحليلات التي تم إجرائها فإن تكلفة حرق النفايات الطبية داخل المحارق التقليدية تتكلف الكثير من المال مقارنة بنظام الأتوكلاف المقترح، وفي الحقيقة فإن نظام الأوتوكلاف يمنح أقل تكلفة مقارنة بباقي البدائل التكنولوجية الآمنة التي يمكن استخدامها.

وبالإضافة على ذلك فإن وجود محارق للنفايات الطبية سيؤدي إلى إهلاك المزيد من المواد الطبية، ولن تهتم المرافق الطبية كالمستشفيات والصيدليات ومعامل الأبحاث بعزل النفايات الطبية وتصنيفها، فطالما لديك محرقة فبإمكانك حرق كل شيء، ولا داعي إلى تقليل النفايات، كما أنها وفي الغالب لن تتوافق مع المعايير العالمية التي يجب أن تخضع لها وسيتطلب الأمر رقابة دائمة.

ويؤكد الدكتور ايمانويل على أنه إذا اخترنا الحلول الطبية فبالتأكيد إن أبناءنا والأجيال القادمة ستكون ممتنة جداً لمثل هذه الحلول التي تحافظ على الصحة العامة لجميع أفراد المجتمع.