دراسة : التعرض للسموم البيئية يرتبط بحدوث اضطرابات في الدماغ

أفادت دراسة جديدة أن الحالات التي تتعرض فيها النساء الحوامل أو الأطفال للسموم البيئية المسببة لاضطرابات هرمون الغدة الدرقية، قد ترتبط بزيادة حدوث اضطرابات في نمو الدماغ، وتصف الدراسة كيف يمكن أن تتداخل العديد من المواد الكيميائية الشائعة مع إجراءات

هرمون الغدة الدرقية

الطبيعية، والتي تعتبر ضرورية لنمو الدماغ الطبيعي في الأجنة والأطفال الصغار، وتشير إلى الحاجة إلى المزيد من التدخل في مجال الصحة العامة .


دراسة : التعرض للسموم البيئية يرتبط بحدوث اضطرابات في الدماغ


قد ترتبط حالات تعرض النساء الحوامل والأطفال للسموم الشائعة في البيئة، للتسبب في إصابة الغدة الدرقية بالاضطرابات المتزايدة التي تؤدي لحدوث اضطرابات في نمو الدماغ، وذلك وفقا لبحث نشر في Endocrine Connections، ويصف البحث كيف يمكن أن تتداخل العديد من المواد الكيميائية الشائعة مع إجراءات هرمون الغدة الدرقية الطبيعية، والتي تعتبر ضرورية لنمو الدماغ الطبيعي في الأجنة والأطفال الصغار، وتشير هذه الدراسة إلى ضرورة الحاجة إلى المزيد من التدخل في مجال الصحة العامة .


هرمونات الغدة الدرقية


إن هرمونات الغدة الدرقية الأمومية ( TH ) ضرورية لنمو الدماغ الطبيعي في الأطفال، وقد أشارت الدراسات البشرية السابقة إلى أنه حتى الاختلال المعتدل في وظيفة هذه الهرمونات لدى النساء الحوامل، قد يؤثر على النمو المعرفي ويزيد من مخاطر اضطرابات نمو الدماغ لدى أطفالهن، وفي العصر الحديث أدت الزيادة في إنتاج المواد الكيميائية إلى انتشار التلوث الكيميائي البيئي، والذي بالتالي يمكن أن يؤثر على الوظائف الطبيعية للهرمونات في الأشخاص المعرضين له، لا سيما في الفئات السكانية الأكثر عرضة للتأثر بهذا الخطر، مثل الأطفال والنساء الحوامل .

وكثير من هذه المواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء ( EDCs )، والتي تشمل مبيدات الآفات والمواد المستخدمة في تصنيع العديد من المنتجات، وقد تم الإبلاغ عن أنها تتداخل مع وظيفة هرمون الغدة الدرقية، إلا أن سياسة الصحة العامة لا تتصدى بشكل كامل للمخاطر التي يتعرض لها السكان الضعفاء .


حول الدراسة


في هذه الدراسة تتفحص البروفيسورة باربرا ديمينيكس وزملاؤها في المركز الوطني للبحوث العلمية في جامعة باريس – السوربون، الأدلة المنشورة على التنوع الكبير في عدد المواد الكيميائية المسببة للاحتقان، من مبيدات الآفات إلى المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الأدوية و

مستحضرات التجميل

والأثاث، وكذلك البلاستيك، والتي يمكن أن تتداخل مع هرمونات الغدة الدرقية ” TH  “، ويسلط المؤلفون لهذه الدراسة الضوء كذلك على أن المخاليط المعقدة لهذه المواد الكيميائية المسببة لاضطراب الغدة الدرقية موجودة في جميع البشر، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل .


تصريحات البروفيسورة باربرا ديمينيكس


تعلق البروفيسورة باربرا ديمينيكس على هذه الدراسة وتقول : ” لقد راجعنا حالات التعرض الموثقة للنساء الحوامل والأطفال للمزيج من المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدة الدرقية، ونقترح أن توفر مجموعات البيانات رابطا معقولا للزيادة الحديثة في حالات النمو العصبي، بما في ذلك اضطرابات طيف التوحد، واضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط ” .


إلى ماذا تشير نتائج هذه الدراسة


تشير النتائج الخاصة بهذه الدراسة إلى أن تعرض النساء الحوامل والأطفال للمواد الكيميائية المسببة لاضطراب الغدة الدرقية في البيئة، يشكل مخاطر حقيقية على نمو الطفل وصحته، كما تشدد على الحاجة إلى وضع استراتيجية أكثر تدخلا في مجال الصحة العامة .

وتصرح البروفيسورة ديمينيكس وتقول : ” يرى العديد من الخبراء في هذا المجال أن إرشادات الاختبار الحالية للمواد الكيميائية المسببة لاضطراب الغدة الدرقية، ليست حساسة بما فيه الكفاية، ولا تأخذ في الاعتبار النتائج الأخيرة، ولا تأخذ في الاعتبار بشكل كاف المخاطر التي يتعرض لها السكان المعرضون للخطر، مثل النساء الحوامل ” .