أفضل قصائد الشاعر الجاهلي تأبط شرا

تأبط شرا هو أحد أهم الشعراء العرب ، و هو من أشهر الشعراء الصعاليك في

العصر الجاهلي

، و قد ترك إرثا هاما في الأدب العربي .


تأبط شرا


ثابت بن فؤاد بن حامد بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و له أربعة أخوة ، و قد لقب باسم تأبط شرا عندما كان سائرا في الصحراء ، و إذا به يجد كبشا في الصحراء و  ظل الكبش يبول عليه في طريقة ، و عندما اقترب من الحي كان الكبش قد ثقل عليه فألقاه ، فعندما رآه قومه سألوه عن ما يتأبط ، فرد قائلا غول ، فقالوا له لقد تأبطت شرا ، و قيل أيضا أنه سمي بذلك لأنه كان كلما خرج لغزوة حمل سيفه تحت إبطه ، و قيل أنه قد قتل في بني النفاثة و كان ذلك في عام 530 م .


أشعار تأبط شرا

قصيدة أبعد قتيل العوص


أَبَعْدَ قَتِيلِ الْعَوْصِ آسِي عَلَى فَتىً

وَصَاحِبِهِ أَوْ يَأْمُلُ الزَّادَ طَارِقُ

أَأَطْرِدُ نَهْبَاً آخِرَ الَّليْلِ أَبْتَغِي

عُلاَلَةَ يَوْمٍ أَوْ تَعُوق الْعَوَائِقُ

لَنِعْمَ فَتىً نِلْتُمْ كَأَنَّ رِدَاءَهُ

عَلَى سَرْحَةٍ مِنْ سَرْحِ دَوْمَةَ شَانِقُ

لأَطْرُدَ نَهْبَاً أَوْ نَرُودَ بِفِتْيَةٍ

بِأَيْمَانِهِمْ سُمْرُ الْقَنَى وَالْفَتَائِقُ

مَسَاعِرَةٌ شُعْتٌ كَأَنَّ عُيُونَهُمْ

حَرِيقُ الْغَضَا تُلْفَى عَلَيْهَا شَقَائِقُ

فَعُدُّوا شُهُورَ الحُرْمِ ثُمَّ تَعَرَّفُوا

قَتِيلَ أُنَاسٍ أَوْ فَتَاةً تُعَانِقُ


قصيدة أغرك مني


أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي

عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي

وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها

وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ

سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني

فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ

فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها

نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ

وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ

وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ


قصيدة ساري الغمام


عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ

غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ

عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا

وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ

وَيَومِكَ يَومُ العَيكَتَينِ وَعَطفَةٍ

عَطَفتَ وَقَد مَسَّ القُلوبَ الحَناجِرُ

تَجولُ بِبِزِّ المَوتِ فيهِم كَأَنَّهُم

بِشَوكَتِكَ الحُدّى ضَئينٌ نَوافِرُ

وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ

لَها نَفَذٌ تَضِلُّ فيهِ المَسابِرُ

إِذا كُشِفَت عَنها السُتورُ شَحا لَها

فَمٌ كَفَمِ العَزلاءِ فَيحانُ فاغِرُ

يَظَلُّ لَها الآسي يَميدُ كَأَنَّهُ

نَزيفٌ هَراقَت لُبَّهُ الخَمرُ ساكِرُ

فَيَكفي الَّذي يَكفي الكَريمُ بِحَزمِهِ

وَيَصبِرُ إِنَّ الحُرَّ مِثلَكَ صابِرُ

فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها

وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ

فَما كانَ بِدعاً أَن يُصابَ فَمِثلُهُ

أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ

قَضى نَحبَهُ مُستَكثِراً مِن جَميلِهِ

مُقِلّاً مِنَ الفَحشاءِ وَالعِرضُ وافِرُ

يُفَرِّجُ عَنهُ غُمَّةَ الرَوعِ عَزمُهُ

وَصَفراءُ مِرنانٌ وَأَبيَضُ باتِرُ

وَأَشقَرُ غَيداقُ الجِراءِ كَأَنَّهُ

عُقابٌ تَدَلّى بَينَ نيقَينِ كاسِرُ

يَجُمُّ جُمومَ البَحرِ طالَ عُبابُهُ

إِذا فاضَ مِنهُ أَوَّلٌ جاشَ آخِرُ

لَئِن ضَحِكَت مِنكَ الإِماءُ لَقَد بَكَت

عَلَيكَ فَأَعوَلنَ النِساءُ الحَرائِرُ

وَمَرقَبَةٍ شَمّاءَ أَقعَيتَ فَوقَها

لِيَغنَمَ غازٍ أَو لِيُدرِكَ ثائيرُ

وَأَمرٍ كَسَدِّ المِنخَرَينِ اِعتَلَيتَهُ

فَنَفَّستَ مِنهُ وَالمَنايا حَواضِرُ

وَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني بَعدَ ما تَرى

وَهَل يُلقَينَ مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ

لَأَلفَيتِني في غارَةٍ أَعتَزي بِها

إِلَيكَ وَإِمّا راجِعاً أَنا ثائِرُ

فَلَو نَبَّأَتني الطَيرُ أَو كُنتُ شاهِداً

لَآساكَ في البَلوى أَخٌ لَكَ ناصِرُ

وَإِن تَكُ مَأسوراً وَظَلتَ مُخَيّماً

وَأَبلَيتَ حَتّى ما يَكيدُكَ واتِرُ

وَحَتّى رَماكَ الشَيبُ في الرَأسِ عانِساً

وَخَيرُكَ مَبسوطٌ وَزادُكَ حاضِرُ

وَ أَجمَلُ مَوتِ المَرءِ إِذ كانَ مَيِّتاً

و َلابُدَّ يَوماً مَوتُهُ وَهوَ صابِرُ

وَخَفَّضَ جَأشي أَنَّ كُلَّ اِبنِ حُرَّةٍ

إِلى حَيثُ صِرتَ لا مَحالَةَ صائِرُ

وَأَنَّ سَوامَ المَوتِ تَجري خِلالَنا

رَوائِحُ مِن أَحداثِهِ وَبَواكِرُ

فَلا يَبعَدَنَّ الشَنفَرى وَسِلاحُهُ

الحَديدُ وَشَدٌّ خَطوُهُ مُتَواتِرُ

إِذا راعَ رَوعُ المَوتِ راعَ وَإِن حَمى

حَمى مَعَهُ حُرٌّ كَريمٌ مُصابِرُ