قصة حقيقية ” كن مع الله ولا تبالي “
كن مع الله ولا تالي مهما كانت المشكلة أو الأزمة التي تتعرض لها فالله تعالى خالقك قادر وكفيل على حلها ولكن بشرط أن يكون الإنسان في معية الله اعتماده الكامل على الله عز وجل مع الأخذ بالأسباب وهذه الوصفة السحرية المجربة هي التي اتخذتها بطلة قصتنا حصة سبيلًا للخروج من ألمها ومعانتها، والتي معها يظل باب الدعوة لكل زوج وزوجة لتحقيق تقوى الله حتى تستقيم الحياة.
فتاة مدللة في بيت أبيه:
كانت حصة فتاة جميلة مهذبة ورقيقة تعيش مع عائلتها كما تميزت حصة بمحافظتها على
الصلاة
في وقتها مما جعلها فتاة متميزة في دراستها فهي تعلم قيمة الوقت وتقدره جيدًا ونتيجة لهذا التميز كَثُر خطابها ففي ليلة وضحاها جاءها ثلاثة خطاب أحدهم ابن عمها، كان الثلاثة خطاب يتنافسون على إرضاء والدها حتى يظفروا بهذه العروس، لكن في النهاية وقع اختيار الأب على ابن أخيه اتباعًا للأعراف والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا العربية، وبالطبع وافقت حصة على اختيار أبيها فهي لا تستطيع أن ترفض اختياره لأنها تقدره كأب.
زفاف أسطوري:
وفي يوم الزفاف كانت جميع البنات تحسد حصة على هذا الفرح الأسطوري الذي هيئه لها أبوها فهي ابنته الوحيدة والمدللة، بينما كان جميع الشباب يحسدون العريس لأنه استطاع ان يظفر بعروسه المتميزة وسط عائلتها وأقاربها، كانت حصة أيضًا مسرورة جدًا فقد تخيلت الحياة في بيت جديد تملؤه السعادة مع عريسها الذي عاهدت الله أن تتقيه فيه، وأن تراعي حقوقه التي طالما اطلعت عليها في الكتب ورأت من أمها معاملتها لأبيها.
كانت حصة تتخيل منزلها مليء بالروحانيات تصلي خلف زوجها فهو إمامها يراعي الله فيها وتنجب له
الذرية الصالحة
، وبينما كانت حصة أمام أحلامها استيقظت على انتهاء مراسم الزفاف حت تبدأ حياتها في بيتها الجديد.
مفاجأة ليلة العرس:
ما أن دخلت حصة وعريسها إلى بيتها الجديد حتى شعرت بالخجل فهي بالكاد كانت تتكلم مع عريسها قبل الزفاف ولا تعرف عنه سوى القليل، أخذ بيدها وأدخلها غرفتها وهنا كانت صاعقة الفتاة فقد وجدت زجاجة الخمر على منضدة صغيرة يملؤوها الطعام، فقالت له ما هذا؟ قال: إنه فقط للاحتفال بليلة العرس، قالت: أوا نبدأ حياتنا بمعصية الله؟ قال: أنها مجرد تغيير لأنها ليلة العمر.
انصدمت حصة وجلست على سريرها تبكي فما كانت تتخيل أبدًا أن هذه هي بداية الحياة مع زوجه، مما أصاب زوجها بالضجر منها ولبكائها واتهمها بأنها نكدية، وأنه انخدع لأنه لم يعلم عنها ذلك، وبالفعل تركها وانصرف لغرفة أخرى جلست حصة ليلتها تبكي وتناجي ربها فقد شعرت بصدمة كبيرة وعندما أتى أهل العروس للتهنئة في الصباح أثرت الصمت على التحدث في الأمر وأخفت زجاجة الخمر التي جلس زوجها طيلة الليل يعاقرها.
حياة في معصية الله:
رأت من حصة من زوجها كل ما يغضب ربها فلا صلاة ولا التزام وفي كل يوم يعود ليلًا تفوح منه رائحة الخمر بعد أن رفضت حصة أن يتناولها في المنزل، كانت كل ليلة تبكي وحدها وهي تناجي ربها أملًا في انصلاح الأحوال حتى جاء اليوم الذي قام فيه زوجها بالتعدي عليها بالضرب لأنها رفضت دخول الخمر منزلها.
كانت كل يوم ترى منه الإهانة والضرب والمذلة بالكلمات السيئة لأنها ليست زوجة كما يريدها، وكانت حصة تتحمل كل هذا منه وهي تدعوا ربها بانصلاح الأحوال فقد كانت على يقين تام بأن الله قادر على تحقيق أمالها.
ندم وعبرة:
وفي أحد الأيام تهجم عليها وزوجها وصار يطردها حتى رماها على باب المنزل وصار الجيران يتدخلون لإصلاح الأمر وحصة تبكي فقد رماها وهي بدون حجاب وبملابس البيت أمام الرجال الأجانب، حاول الجيران تهدئة الأمور وأخذوا زوجها بعيدًا، وعرضت عليها إحدى جارتها ان تتصل بأهلها أو توصلها إياهم، لكن المفاجأة رفضت حصة ودخلت منزلها وأغلقت بابها.
جلست حصة للحظات حتى هدأت ثم أمسكت بسلاحها!! نعم سلاحها الوحيد افترشت سجادة الصلاة، ووقفت بين يدي الله تدعوه وتناجيه ظلت حصة على هذه الحالة وهي لا تعلم كم من الوقت مر إلا أنها كانت في معية الله وحده، وهنا دخل الزوج وهو يفكر أنها غير موجودة أو ربما كانت نائمة، ولكن المفاجأة التي نزلت كالصاعقة عليه.
وجدها تصلي وتدعو له بصوت عالي بالمغفرة والرحمة وترجوا من الله أن يسامحه جلس على الأرض من هول المفاجأة وظل يبكي، ما هذا الملاك الذي يعيش في منزله؟ كيف كان يعامله بكل هذه الغلظة؟ فوالله ما طلبت منه إلا ما يرضي ربه وهو كان يقابل ذلك بكل كبر وتعنت، كل هذا وحصة لا تشعر به في الغرفة معها فقط تصلي وتدعوا فقام من مكانه وجعل يقبل رأسها وقدمها أن تسامحه على غلطه ويعدها أن يكون الزوج الملتزم الذي يراعي الله فيه، ظل يبكي وهي تبكي معه تبكي من الفرحة ومن الشعور برضا الله عليهما فقد تقبل الله منها دعائها لأنها كانت مع الله ولا تبالي.