الغزو المغولي للدولة الخوارزمية

الغزو المغولي لخوارزم تمثل في عدة حملات كانت نهايتها تأسيس الدولة الألخانية في إيران ، و قد امتدت هذه الحملات في الفترة من 1219 و حتى 1256 ميلاديا .


الدولة الخوارزمية قبل الغزو


– كانت في البداية أسرة خوارزم شاه تعمل لدى

السلاجقة

، و لم يكن لهم عشيرة و لذلك حاولوا تجميع جيش من المرتزقة ، هؤلاء الأشخاص الذي كان ولائهم لمن يدفع لهم ، و لذلك حرص خوارزم شاه على رضا هؤلاء المرتزقة ، بعدها تم إقامة تنظيمات عسكرية اتسمت بالتميز ، و حاول أن يعطي للجنود جزء من غنائم الحرب كنوع من المراضاة لهم ، و كان وقتها أول ظهور للجيش النظامي اعتادت بعدها

الدولة الخوارزمية

على جباية الضرائب ، و كان الحكام في هذه المناطق يسمون أنفسهم بعدة ألقاب و هي ملك أو أمير أو شاه ، أما عن الأشخاص الذين يرجعون للعهد السلجوقي فكانوا يعرفون باسم أتابك ، و كان الأتابكة هم من حكموا منطقة أذربيجان و الشوانكارة .

– تنافس السلطان محمد خوارزم شاه مع عدد من الأشخاص على اسقاط الدولة الغزنوية ، بعدها تمكن من السيطرة على أراضيهم ، و قد تزامن ذلك مع وجود بعض الأتراك المغول في شمال الصين ، و قد اشتبكوا معه ثلاث مرات ، و حاولوا دخول بلاده و لكنه تمكن من طردهم من بلاد ما وراء النهر ، و قد تزامن هذا الوقت مع العديد من الخلافات التي دبت بين الدولة العباسية و السلاجقة و الخوارزميين ، و في هذا الوقت حاول محمد شاه طلب الحشاشين ليساعدوه في صد المغول ، و دارت العديد من الأحداث استقرت في النهاية بزحف

المغول

على بغداد .


اندلاع الحرب بين المغول و الخوارزميين


– تمكن المغول من التوسع جنوبا في منطقة شمال الصين ، و كذلك توسعوا ناحية قبائل القرة ، و كان ذلك تحت قيادة الكبير الخاقان زعيمهم ، فتمكنوا من فتح عدة أماكن حتى أصبحت امبراطوريتهم مترامية الأطراف ، و قد أشارت بعض المصادر التاريخية إلى أن جنكيز خان في ذاك الوقت كان يتوي التوسع في إيران ، و بشكل خاص بعد أن استولى على الصين و التي كانت غنية بالثروات .

– في البداية عمل جنكيز خان على إقامة علاقات تجارية قوية مع السلطان محمد خان ، و ذلك نظرا لأنه كان يرى أنه ملكا قويا ، و لكن السلطان محمد رفض محاولات جنكيز خان ، و بشكل خاص بعدما خاطبه

جنكيز خان

قائلا له أعز أبنائي ، و اعتبرها أنه يحاول أن يعامله بشكل تابعا له .

– دارت العديد من الأحداث بعدها ، وصولا إلى محاولة جنكيز خان لغزو بلاد فارس ، و هنا قام الجموع بالاحتشاد عند نهر سيحون بغرض منع دخول المغول ، و لكن جنكيز خان قام بتقسيم جيشه بغرض ضرب كافة الحصون معا و بالفعل بدأ بمدينة جند ، و بعد ذلك تمكن من احتلال بخاري و سمرقند و أترار ، و على الرغم من أن السلطان محمد حاول حماية سمرقند على وجه التحديد بشتى الطرق ، إلا أنه لم يتمكن من صد هجمات المغول .

– استمر تقدم المغول نحو خجند و ظلت عمليات الكر و الفر ، وصولا إلى سقوط العاصمة خوارزم ، ذلك الأمر الذي كان صعب المنال على المغول ، و عندما دخلوها قاموا بقتل أطفالها و ذبح نسائها و دمروا المدينة بالكامل .

– استمرت الأحداث تباعا وصولا إلى انسحاب

السلطان محمد الفاتح

، حينها أدرك جنكيز خان ضعف السلطان محمد ، فأمر بعض أفراد جيشه باعتقاله ، و هنا نشبت العديد من الخلافات المذهبية ، مما أتاح الفرصة للمغول بالتوغل في وسط أراضي العرب ، و استمرت الأحداث حتى تولى السلطان جلال الدين ، و الذي تمكن من الحاق المغول بخسائر فادحة .