حياة الكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت
هوارد فيليبس لافكرافت هو كاتب وروائي أمريكي، تميز بكتابة القصص والروايات المثيرة للرعب و
الخيال العلمي
، ويعتبر الآن واحدا من أكثر الكتاب تأثيرا في القرن العشرين.
نشأة هوارد فيليبس لافكرافت وحياته المبكرة
ولد “هوارد فيليبس لافكرافت” في العشرين من شهر أغسطس عام 1890م في بروفيدانس، رود آيلاند، في
الولايات المتحدة الأمريكية
، وكان والده “وينفيلد سكوت لافكرافت” بائعا للمجوهرات والمعادن الثمينة، و والدته “سوزان ني فيليبس” وهي ابنة “ويبل فان بورين فيليبس” رجل الأعمال المشهور.
عاش لافكرافت طفولة غير عادية تميزت بالمعاناة و المأساة، بعد أن أصبح والده مريضا بمرض الزهري، وانتقل إلي مستشفى بتلر في بروفيدانس، وبقي هناك حتى وفاته في عام 1898.
لم يكن لافكرافت كالكثير ممن كبروا كتابا وأدباء مولعا بالدراسة الأكاديمية، حيث ترك المدرسة بسبب مرضه المتواصل عام 1908م، وانكفأ على مكتبته الخاصة الذاخرة بالكتب الغريبة مثل الإلياذة، والأوديسا، وألف ليلة وليلة التي تركت تأثيرا خاصا على رواياته المستقبلية.
متي بدأ لافكرافت حياته الأدبية ؟
بعد وفاة والده انتقل لافكرافت مع والدته للعيش في منزل جده، حيث عاش وتربى هناك. وقد أثّر جده بشكل كبير عليه في شبابه وغرس فيه محبة كبيرة وتقديراً
للأدب الكلاسيكي
والشعر، كما شجعه على قراءة هذا النمط وزوده بمصارد يقرأ منها. وقد بدأ سماع الشعر عندما كان في عمر السنتين وبدأ بقراءته عندما أصبح في عمر الثالثة.
اكتشف الأساطير اليونانية عندما أصبح في السادسة وبدأ قراءة كتب كثيرة للكاتب توماس بولفينش كما قرأ إصدارات الأطفال من الإلياذة والأوديسا، وربما في نفس العام كتب قصته الأولى ” The Noble Eavesdropper”.
توفيَ جده عندما بلغ لافكرافت السادسة من عمره، وبدأت حالتهم المادية تتدهور، لذلك اضطروا للعودة إلي منزل صغير في منطقة بروفيدانس التي ولد فيها، وبدأ بعدها يتعرض لكوابيس أثرت على صحته ودخل المدرسة في تلك الفترة، هناك تعلم الكيمياء والفلك عندما كان في الثامنة من عمره، وأصبح منهمكاً بعلم الفلك وعاش وهو يحلم أن يصبح رائد فضاء.
حياة لافكرافت المهنية
بدأت تظهر كتابات لافكرافت الفلكية بشكل رسمي عام 1906 في مجلة ” The Providence Sunday Journal”وبعد فترة قصيرة بدأ يكتب عمود شهري عن الفلك في عدة مجلات منها ” The Pawtuxet Valley Gleaner” و ” The Providence Tribune”.
بعد ذلك بدأ لافكرافت العمل كصحفي وانضم إلى جمعية صحافة الهواة المتحدة في عام 1914، وفي العام التالي، قام لافكرافت بنشر العديد من المقالات في مجلة “ذي كونسيرفاتيف”.
وقد كتب قصة قصيرة تحت عنوان “الخيميائي” عام 1908م، والتي نشرت في العدد الصادر في نوفمبر 1916 من المجلة، وقد كانت أول قصة قصيرة تنشر له.
إتجاه لافكرافت لكتابة قصص الرعب
بعد ذلك اتجه لافكرافت حول كتابة
قصص الرعب
عام 1917، وقد تأثرت العديد من هذه الأعمال في وقت مبكر بكتابات لورد دونساني، وهو مؤلف إيرلندي اشتهر بالقصص الخيالية، كما كان الكاتب المفضل للافكرافت في وقت مبكر “إدغار ألان بو”.
وبعد أن قامت مجلة الرعب “Weird Tales” بشراء بعض قصصه في عام 1923، أعطي له فرصة لتذوق نجاحه الأدبي الأول، في العام التالي تزوج سونيا غرين، وعاش الزوجان معا في مدينة نيويورك لمدة عامين قبل الانقسام بعد فشل زواجه، عاد لوفكرافت إلى رود آيلاند وبدأ العمل على بعض من أفضل قصصه وهي “نداء كتولهو”، والتي نشرت في نفس المجلة في عام 1928، ويعد هذا العمل من أفضل جهود لافكرافت المثيرة للرعب.
في عام 1927 كتب رواية بعنوان “حالة تشارلز دكستر وارد” ولكن لم يتم نشرها إلا بعد وفاته، ليكتشف النقاد لاحقا إنها واحدة من أرقى وأهم أعماله.
ومن بين أعماله أيضا قصة بعنوان “في جبال الجنون” عام 1931، وأخري بعنوان “الظل فوق إنزموث” عام 1931، وكتب “الظل خارج الوقت” بين 1934-1935 م.
وفاة هوارد فيليبس لافكرافت
توفي لافكرافت من مرض السرطان في الخامس عشر من شهر مارس عام 1937، بمسقط رأسه في بروفيدنس رود آيلاند، ترك وراءه أكثر من 60 قصة قصيرة وعدد قليل من الروايات.
وقد حصل لافكرافت بعد وفاته على إشادة أكبر مما كان يتمتع خلال حياته، وكان مصدر إلهام لكثير من الكتاب مثل بيتر ستروب،
ستيفن كينغ
ونيل غيمان. وكانت قصصه أيضا بمثابة مصدر إلهام للعديد من الأفلام، بما في ذلك “صيادون الظلام” عام 2011، و “كولهو” عام 2007م.