أهمية رحيق الأزهار في معالجة النحل

تناولت إحدى الدراسات الحديثة رغبة النحل في تناول رحيق النبات الغني ب

النيكوتين

، فقد توصلوا إلى أن النحل يحتاج إلى تلك النباتات حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة و يتفادى الإصابة بأي أمراض ، و في هذا المقال سوف نعرض علاقة النحل و شغفه برحيق النبات الغني بالنيكوتين.


مشاكل تقابل النحل:


تم اكتشاف حوالي ٢٥٠ نوع من النحل حول العالم ، يعيش أكثرها في نصف الكرة الشمالي ، وطبقاً لإحصائيات حديثة فقد انخفض تعداد النحل حول العالم بسبب تغيير الممارسات الزراعية ، حيث تم إزالة الكثير من المساحات المزهرة ، ولذلك لا يجد النحل الغذاء الذي يحتاج إليه ، وفي عام ١٩٤٠م تم اكتشاف انقراض نوعين من النحل ، و من المشاكل التي تواجه النحل أيضاً هي وجود الطفيليات.


دراسة لمعرفة أهمية رحيق الأزهار في معالجة النحل:


هناك بعض المركبات في رحيق النبات تسمى المركبات الإستقلابية الثانوية ، تقوم هذه المركبات بالدفاع عن النبات ضدد الحيوانات والحشرات الضارة ، و على الرغم من أن تلك المركبات لها أضرار سلبية على صحة المستهلك إلا إنها تقوم بحماية النبات و بعض الحشرات مثل

النحل

ضد الطفيليات ، و في تلك الدراسة تم تلقيح النحل الطنان الشبيه بنحل العسل بالمتطفل المعوي Crithidia bombi ، ثم تم إعطاء النحل ثمانٍ من المواد الكميائية الموجودة في رحيق النباتات من أجل معرفة ما مدى تأثير تلك المواد على المتطفل المعوي ، و بالفعل نجحت تلك المركبات في خفض تأثير الطفيليات بشدة ، و تم اكتشاف أن بعض المركبات في نبات التبغ لها تأثير كبير و فعال في القضاء على طفيليات النحل ، على الرغم من أنه له أثر جانبي خطير على النحل ؛ و هو زيادة الوقت اللازم لوضع البيض.

و قد وجد الباحثون أن النحل الذي تم تغذيته على نظام غذائي مكون من الأنابازين كان الأكثر حظاً في التخلص من الطفيليات بعد أسبوع واحد من أداء التجربة ، الأنابازين هو قلويد موجود في نبات التبغ ، و قد أشارت نتائج التجربة إلى أن تربية هذه الأنواع من النباتات حول الحقول الزراعية قادر على خلق “حيزات صحية” بصورة طبيعية تساهم في حل مشكلات النحل ، و المساهمة في إبقاء النحل المصاب على قيد الحياة ، و جعله قادراً على تلقيح المحاصيل بصورة فعالة ، و قد تم إجراء تلك التجربة في كلية دارتموت و في

معهد ماساتشوستس

، امهرست ، في الولايات المتحدة الأميركية.


آراء العلماء في التجربة:


أشار بعض العلماء إلى أن التركيزات التي تم استخدامها في الدراسة ربما قللت من تعرض النحل الحقيقي للكيميائيات النباتية ، و أشار البعض الآخر إلى أن النحل قادر على علاج نفسه عن طريق استهلاك مركبات النبات الثانوية ، و ذلك عندما يكون مصاباً بالطفيليات ، و هذا ما أكد على أن بعض مركبات الرحيق قادرة على التقليل من إصابة النحل بالطفيليات ، و لاحظ العلماء أن نحل

العسل

يقوم بالبحث عن النباتات الثانوية التي تحمل بعض الخصائص المضادة للفطريات ، و ذلك في حال تعرضها للإصابة بالطفيليات ، و تم الإشارة إلى أن هناك مركبان من كل ثلاثة تم اختبارها في الدراسة موجودة طبيعياً في رحيق أزهار أنواع منتشرة كالبطاطا و بعض أنواع الباذنجان ، و إذا قام الإنسان بالتركيز على زراعة تلك الأنواع فسوف يقوم النحل بمعالجة نفسه باستمرار