العلاقة بين الفلفل الهندي الطويل و السرطان
الفلفل الطويل هو أحد النباتات التي يتم استخدامها في الطب البديل ، و تشتهر
دولة الهند
بزراعته ، و نظرًا لفوائده الكبيرة فقد قام عدد كبير من الباحثين بإجراء بعض التجارب عليه لمعرفة مدى تأثيره على الخلايا السرطانية ، فقد استخدمه الهنود القدماء لعلاج أغلب أمراضهم.
تأثير الفلفل الهندي الطويل على الخلايا السرطانية:
شهدت العديد من كتب تعليم الطب البديل القديمة و الحديثة في الهند بأهمية الفلفل الهندي الطويل و أشارت تلك الكتب إلى قدرته الكبيرة لعلاج العديد من الأمراض على مر التاريخ ، و ذلك ما دفع العلماء و الباحثون لتمعن الدراسة في المواد التي يتكون منها هذا الفلفل من أجل اكتشاف الآلية البيولوجية لآثاره المضادة للسرطان.
توصل العلماء إلى أن الفلفل الهندي الطويل يحتوي على مادة تُسمى الكابسيسين ، و هي المادة المسؤولة عن المذاق المميز للفلفل الحار ، تمتلك تلك المادة قدرة كبيرة على بعض أنواع السرطان التي قد تُصيب الإنسان ، و من أنواع السرطان التي تعالجها تلك المادة ؛ سرطان الثدي لدى النساء ، و سرطان القناة الهضمية ، كما أنها لها قدرة على التصدي لسرطان المعدة إذا تم إضافة بعض الزنجبيل لها.
و لم تكن مادة الكابسيسين وحدها التي تُميز
الفلفل الحار
؛ بل ظهرت مادة أخرى تُسمى Piper longumine ، تعمل تلك المادة هي الأخرى على التصدي لأنواع مرض السرطان المختلفة ، و أكثر ما يُميز تلك المادة هو قدرتها على اختيار أنواع خلايا السرطان الضارة و القضاء عليها دون اتلاف خلايا الجسم السليمة ، فهي تؤثر على الخلايا المريضة و تقضي عليها ، و تترك الخلايا السليمة و تعززها.
تجربة للتأكد من قدرة الفلفل الطويل:
قام بعض العلماء باحضار مجموعة من الفئران كل منهم مريض بنوع مختلف من أنواع السرطان ، و بعد ذلك تم حقنهم بمركب Piper longumine الموجودة في الفلفل الهندي الطويل ، و كانت النتائج عظيمة فقد ساهم هذا المركب في الحد من انتشار السرطان في أجسادهم ، و من أهم أنواع السرطان الذي تصدت لها تلك المادة ؛ سرطان البروستات ، و الثدي ، و الرئة ، و القولون ، و المعدة ، و الغدد اللمفاوية ، و الدم ، و أورام الدماغ الأولية.
دراسات جامعة تكساس:
قام بعض الباحثين في جامعة تكساس بعمل عدة أبحاث لمعرفة الخصائص الكيميائية للفلفل الهندي الطويل ، و ذلك من خلال دراسة البلورات بالأشعة السينية ، و هي تقنية تساهم بشكل كبير في كشف التركيب الذري و الجزيئي لبعض المركبات ، و من خلال تلك التقنية قام الباحثون بتحليل مركب Piper longumine الموجود في الفلفل الطويل ، و تم التوصل إلى أن تحليل مركب Piper longumine قد نتج عنه مركبا جديد تم تسميته hPL.
و قد تصدى هذا المركب إلى مادة البروتين التي تتكون بسرعة في حالة وجود
الأورام السرطانية
في الجسم ، و تعمل على سرعة تكاثر الخلايا السرطانية ، و قد نجح المركب الجديد في منع تكاثر البروتين السرطاني ، و من هنا عمل فريق البحث في جامعة تكساس على تطوير فاعلية مركب Piper longumine ، و تعيينه كأحد الأدوية الموثوقة من أجل علاج السرطان ، و ذلك بعد معرفة المزيد من المعلومات عن آلية تفاعله مع هيكل البروتينات السرطانية ، خاصة بعد تعميم استخدام تقنية دراسة البلورات بواسطة
الأشعة السينية
لمختلف المركبات.