أفضل قصائد الشاعر محمود بن سعود الحليبي
بدأ الشاعر محمود بن سعود الحليبي كتابة الشعر في سن مبكرة، وقد بدأ بنشر أولى نتاجه الشعري والنثري في صحف ومجلات المملكة والخليج، وذلك منذ عام 1408 هـ، وقد شارك في العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية .
الشاعر محمود بن سعوج الحليبي
هو محمود بن سعود بن عبد العزيز بن محمد الحليبي، ولد في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء عام 1389 هـ، درس في قسم اللغة العربية بكلية الشريعة في الأحساء، وحصل على الماجستير بامتياز عن رسالة بعنوان ” تحقيق الباب الأول من كتاب روض الآداب للشهاب الحجازي “، كما حصل على الدكتوراه في
الأدب العباسي
، في رسالة بعنوان ” الحركة الأدبية في مجالس هارون الرشيد – دراسة موضوعية وفنية “، كما أنه عضو في كلا من : رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، الجمعية العلمية السعودية للأدب، والجمعية العلمية السعودية للغة العربية .
أفضل قصائد الشاعر محمود بن سعود الحليبي
1- قصيدة إلى أين أمضي ؟ !
هذيان شيخ عربي في مدينته المحترقة
إِلَى أَيْنَ أَمْضِي ؟
وَظَهْرِيَ يَحْمِلُ سَبْعِينَ حَوْلاً وَلاَ حَوْلَ لِي
إِلَى أَيْنَ أَمْضِي ؟
وَرِجْلاَي عُرْجُونُ نَخْلٍ قَدِيمٌ
وَعِيْنَايَ بِيضٌ
وَلَيْلُ دُرُوبِيَ لاَ يَنْجَلِي
عُرُوقُ المَدِينَةِ تَمْضَغُ نَارًا
وَقَلْبِيَ يَسْكُنُهُ مَوْطِنِي
وَيَغْلِي .. وَيَغْلِي .. كَمَا المِرْجَلِ
إِلَى أَيْنَ ؟! كُلُّ المَسَافَاتِ جَفْلَى
وَكُلُّ القُلُوبِ خِيَامٌ مُمَزَّقَةٌ
وَالنَّوَى يعربدُ فِيهَا وَيَهْمِسُ بِالمَوْتِ لِلْمَرْحَلَهْ
أُحِسُّ كَأَنِّيَ أَسْحَبُ هَمِّي وَرِجْلِي
كَهَائِمَةٍ أَدْرَكَتْ أَنَّهَا وَبَعْدَ طَرِيقٍ طَوِيلٍ طَوِيلٍ
أَمَامَ سَرَابٍ ، وَنَبْعِ جَفَافٍ ، وَجُثَّةِ حُلْمٍ
رَمَاهَا عَلَى الدَّرْبِ كَفُّ الوَلَهْ
2- أبيات من قصيدة الرماد يشتعل
رأيتكِ صُدفةْ
كنفخةِ صُورٍ
بعثتِ دفينيَ هيكلَ رُعْبٍ
ترنَّحَ بين يديَّ هزيلاً
يناشدني لقمةً من ثَوانٍ
ليرجِعَ أخرى
يخالجُ روحي
وكنتُ أظنُّ الرُّفاتَ تلاشى
فأدركتُ أنَّ قبورَ الجراحِ كَكُلِّ القبورِ
ستلفظُ يومًا مَدافينَها
وتسقطُ فيها بقَايا الأَمَلْ
رأيتكِ صُدفةْ
وليتكِ ما جئتِ
مِتِّ وذُبتِ تحلّلتِ كيْ لا أراكِ
حنانَكِ ! ما عادَ فيَّ احتمالٌ
ولا الدربُ كالأمسِ يُرضي غروريَ
يُوري زناديَ
كلاَّ .. كبرتُ
أجلْ .. قَدْ كبرتُ
وشاختْ قُوايَ
وحينَ تشيخُ القُوى تنحني
عزيمةُ ليثٍ
ويذْوي مع الشمسِ صبرُ الجَمَلْ
3- قصيدة وتعتذرين
وَتَعْتَذِرِينَ تَعْتَذِرِينَ ؟
عَجْلَى مِثْلَمَا الأطْفَالِ بَعْدَ عِتَابْ
وَكَالأَنْهَارِ تَعْتَذِرِينَ لِلأَرْضِ الجَدِيبَةِ
بَعْدَ طُولِ غِيَابْ
يُسَافِرُ صَوْتُكِ العُذْرِيُّ فِي أَعْمَاقِ أَعْمَاقِي
لِيَسْقِيَ كُلَّ جِذْرٍ مِنْ جُذُورِي رَشْفَةً
عَذْرَاءَ تَمْحُو مِنْ مُخَيِّلَتِي
سُطُورَ سَرَابْ
وَتَرْسُمَ بِالنَّدَى فِي عُمْرِيَ البَاقِي
غَدًا حُلْوًا
وَتَفْتَحَ فِي هَوَانَا أَلْفَ نَافِذَةٍ
وَأَلْفَ كِتَابْ
وَتَعْتَذِرِينَ
أَنْسَى كُلَّ أَيَّامِي
وَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى
عَلَى فَرَسٍ
لَهُ لَوْنٌ
كَلَوْنِ الشَّمْسِ حِينَ تَغِيبُ عِنْدَ عِشَائِهَا الأَوَّلْ
كَلَوْنِكِ حِينَ تَسْبَحُ فِيكِ أَحْلاَمِي
وَغُرَّةُ وَجْهِهِ صُبْحٌ إِذَا أَقْبَلْ
يَطِيرُ بِنَا يُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ الحُبِّ مَشْدُوهًا
جَنَاحَاهُ لِقَانَا حِينَ يَسْكُبُهُ فَمُ الإِبْرِيقِ شَايًا صَافِيًا أَخْضَرْ
عَلَى أَلْحَانِ سَاقِيَةٍ
وَتَحْتَ ظِلاَلِ دَالِيَةٍ
وَنَبْعٍ قُرْبَ طَاوِلَةٍ
عَلَيْهَا طَيْفُ عُصْفُورَيْنِ غَابَا فِي فَضَاءَاتٍ مُلَوَّنَةٍ
بِنَكْهَةِ حُبِّنَا الأَكْبَرْ
عَزَفْتِ بِمِسْمَعِي : وَاللهِ آسِفَةٌ
وَفِي هَمْسٍ أَقُولُ : هَلاَ
أُحِبُّكِ حِينَ تَقْتَرِفِينَ بَيْنَ يَدَيَّ مُشكلَةً
أَرَاهَا مِلْحَ أيَّامِي
وَلاَ أَكْثَرْ
وَلكِنْ حِينَ تَعْتَذِرِينَ
أَيَامِي تَزِيدُ حَلاَ
وَتَغْدُو كُلُّهَا سُكَّر
4- أبيات من قصيدة على مرفأ الأحزان
سَمِعَتْني أردد أبياتاً لقصيدةٍ شجيَّة لم تكتملْ بعد :
فقالتْ : أنتَ لا تعرفُ غير الحزن في شعرك !! فكتبتُ :
أنت لا تعرفُ غيرَ الحزنِ دربا
ومضتْ تنهبُ إحساسيَ نهبا
رَمَتِ الشوكَ بقلبي
وتهادتْ تزرعُ المعبرَ عُشْبا
قلتُ : مهلاً .. لفتةً منكِ امنحيني
اسمعيني ربما أقصرتِ عتْبا
ربما استعذبتِ حرفي
ووجدتِ المُرَّ في شعريَ عذبا
ربما هزَّكِ نبضي يضربُ الأعماقَ ضربا
ربما شَفّكِ جُرحي وأنيني
فتحننتِ لأنِّي
ووهبتِ الجرحَ طِبّا
ربما راقكِ شجوي وحنيني
فتصافحتِ وقلبي ، وأحلتِ البعدَ قربا
5- قصيدة لأني أحبك
لأَنِّي أُحِبُّكِ
حَدَّثْتُ عَنْكِ عَصَافِيرَ قَلْبِي
فَرَاحَتْ تُغَنِّيكِ فِي أَضْلُعِي
وَحَدَّثْتُ عَنْكِ ضِفَافَ عُيُونِي
فَرَاحَتْ تَبُثُّكِ فِي أَدْمُعِي
وَأَعْلَنْتُ حُبَّكِ بَيْنَ الخَلاَئِقِ صُبْحًا جَمِيلاً
عَلَى مِثْلِهِ الشَّمْسُ لَمْ تَطْلُعِ
وَكَانَ الرَّحِيلُ المُقِيمُ عَنِيفًا
بِصَمْتٍ يَمُدُّ مَسَافَاتِهِ
يُمَزِّقُنَا دُونماَ أنَ نَعِي
حَبِيبَةَ قَلْبِي وَنُورَ عُيُونِي ،
تَعَالَيْ تَعَالَيْ
أَنَا عُدْتُ هَيَّا فَعُودِي إِليَّ .. أَلَمْ تَسْمَعِي
صَهِيلَ حَنِينِي
أَلَمْ تُبْصِرِي
بَيَارِقَ عِشْقِي
أَنَا ههُنَا فَوْقَ تَلِّ الغَرَامِ
أُلَوِّحُ بِالوَرْدِ فَلْتَرْجِعِي