قصة المثل ” شب عمرو عن الطوق “

شب عمرو عن الطوق هو

مثل شعبي

يعبر عن بلوغ مرحلة النضوج وأن المعني بالمثل صار رجلًا يعتمد عليه وليس مجرد فتى مدلل يلبس طوق في رقبته، وصاحب هذه المقولة هو الملك جذيمة الذي كان له ابن أخت اسمه عمرو ويحكى أن عمرو هذا تاه واختفى وهو صغير وعاد وقد أصبح شابًا يافعًا فقال الملك هذه المقولة فيه، والتي صارت من بعدها مثلًا متداولًا على لسان العرب.


شب عمرو عن الطوق


كان هناك ملك يدعى جذيمة الأبرش وكان لهذا الملك ابن أخته ذو الثماني سنوات الذي يحبه ويرعاه وكان اسمه عمرو ، كان عمرو كثيرًا ما يخرج مع الخدم في الغابة وذلك من أجل إحضار بعض النباتات والتنزه وفي أحد الأيام خرج عمرو ولم يعد مرة أخرى، أمر الملك جنوده بالبحث عنه في كل الأماكن لكن لا جدوى من ذلك فالولد قد اختفى تمامًا مما أحزن الملك لفقدانه هذا الولد العزيز والغالي على قلبه.

وبعد ذلك بفترة طويلة جاءت بعثة للملك جذيمة كانت محملة بالهدايا والتحف الغالية وفي طريقها للملك عثر رجال البعثة على ولد في الغابة وعندما سألوه قال بأنه قريب الملك جذيمة وضل طريقه فأخذوه معهم، وعندما دخلوا على الملك عرفه من بينهم فدعاه وسأله عن سبب غيابه ولما حكى له ما كان من أمره أرسله الملك إلى أمه حتى تعتني به وتنظفه وتبدل ثيابه.

قامت أمه على تنظيفه وتبديل ثيابه وألبسته في رقبته طوق كان الملك كثيرًا ما يدلل عمرو ويلبسه إياه، وعندما تزين به عمرو ودخل به على الملك، رآه الملك وسر من وجود الطوق برقبته لكنه وجد أن عمرو قد كبر وشب على لبس الطوق فقال “شب عمرو عن الطوق” أي كبر وصار يافعًا وليس مجرد فتى مدلل.


الحكمة من المقولة:


أن الزمن له آثر كبير في تغيير شكل وشخصية البشر لما يمرون به من تجارب تؤثر فيهم وتجعل منهم أشخاص مختلفين قد تراهم ولا تعرفهم، فما عرفته عنهم بالأمس ليس هو ما تعرفه عنهم اليوم، قد تكون هذه رسالة موجهة للآباء بالأكثر الذي يعاملون أبنائهم على أنهم أطفال رغم أنهم صاروا شبابًا وفتيات بل يجب أن يربوهم على أنهم قادرون على تحمل مسؤولية أنفسهم وتبعية أي قرار يتخذونه، ولا يتدخلون في حياتهم فما كان يناسبهم بالأمس لا يناسبهم اليوم.

كذلك يجب أن يدركوا أهمية إعداد هؤلاء الشباب رجال المستقبل على الاعتماد على النفس وصنع المستقبل الخاص بهم بالشكل والرؤية التي تفيد المجتمع ولا يجب أبدًا أن نفرض عليهم اختيارات الأمس مع ضرورة التأكيد على أهمية الدين في حياتهم وأن طاعة الله وحدها هي التي تبلغ الآمال والطريق إلى حياة أفضل ونعيم في الدنيا والآخرة فالقرب من الله يصنع النجاح والمستقبل الباهر.