حديث عن فضل الحمد عند الابتلاء

عن شداد بن أوس ـ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل يقول: إذا أنا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا ويقول الرب تبارك وتعالى: أنا قيدت عبدي وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر وهو صحيح».


شرح الحديث:


جاء الحديث في فضل الحمد وما يتحصل عليه المؤمن عند حصول الابتلاء والثواب العظيم الذي يتأتى له عند حمد الله عليه، فالله تعالى يذكره في الملأ الأعلى ويباهي به بين الملائكة فهو العبد الحامد لربه رغم ما وقع فيه من ابتلاء، ويكافئه الله تعالى على حمده فيصبح المؤمن كالطفل الرضيع خالي من الذنوب و

المعاصي

غفرت له جميع خطاياه.

فالحمد هنا يعني الاستسلام الكامل لله والشعور بالرضا في كل أقداره علينا، فالله هو الرحمن وهو الرحيم لن يأتينا إلا بكل ما هو خير لنا حتى وإن كان ظاهره عكس ذلك، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه» فجميعها مكفرات للذنوب، فقط احمد الله واحتسب الآجر.


فضل الحمد عند الابتلاء:


الحمد هو الثناء على الله عز وجل ويكون الثناء على اكمل وجه إذا اقترن بالتنزيه والتنزيه يكون بالتسبيح فقولك سبحان الله تعني: تنزه الله وتقدس عن كل نقص، وقد جعله الله سبحانه وتعالى سببًا لمغفرة الذنوب، وسببًا لدخول الجنة وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالحمد {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الإسراء:111]، وقال

ابن عباس

: افتتح الله الخلق بالحمد وختمه بالحمد فقد قال: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة القصص: 70].

وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدأُ فِيهِ بِالحَمْدُ للهِ فَهُوَ أَقْطَعُ» ومعناه «كل أمر ذي بال»، أي: ذي شأن يُهتم به شرعًا. «لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع»، أي: ناقص البركة، ومن هدي النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإذا رأى ما يكرهه قال: «الحمد لله على كل حال»


الحمد لله والثناء عليه:


الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، الحمد لله الذي أرسل محمدًا صل الله عليه وسلم شفيعًا لأمته، الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله.

الحمد لله رب العالمين، الذي أحصى كل شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، ولا يشرك في حكمه أحداً، وخلق

الجن

وجعلهم طرائق قدداً، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد من بعد الرضا، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.