قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الخيل


سيدنا سليمان عليه السلام

: هو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر، وينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد فضله الله على الكثير من الأنبياء وأعطاه الملك والحكمة وسلطان عظيم كما أعطاه الله القدرة لمعرفة لغة الحيوانات جميعها.

وقد سخر الله له الجن والإنس والطير وقد قال الله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)، وقد تم ذكره الله تعالى في الكثير من آيات القرآن الكريم .

ولقد ورث سيدنا سليمان الملك وهو عمره اثنتي عشر عاما، وكان ذكيا وفطنا، وعلى الرغم من صغر سنه إذا انه كان حسن التدبير وحكم ولقد كان داود عليه السلام يستعين به ويأخذ رأيه في أمور الحكم، وقد قام

سليمان عليه السلام

ببناء البيت المقدس وذلك بناءاً على وصيه والده، في خلال فترة قصيرة من توليه الحكم، فقلد كان عليه السلام يهتم بالإصلاح المعماري والتوسع في البلاد، كما كان يهتم بالجهاد في سبيل الله وكان ذلك سبب لحبه الشديد للخيول العربية.


قصة سيدنا سليمان والخيل:


– كان سيدنا سليمان عليه السلام من محبي الخيل، حيث كان يحب استخدامها في الجهاد في سبيل الله، وكان دائم الاهتمام بها، وعلى عكس جميع الحيوانات، فإن محبي

الخيول

لا يستطيعون التخلص من ذلك الحب أبدا، حيث قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنَّكَ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ، فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ، أَوْ أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ.

– كان سيدنا سليمان يمتلك خيول قوية وسريعة وفاتنه تجيد اظهار جمالها، وكان يقوم بتنظيمها فانشغل بها، فغابت الشمس وفاتته صلاة العصر، مما جعله يشعر بالغضب لأنه انشغل بالخيل عن الصلاة والعبادة فتمنى لو ترجع الشمس ويصلى الصلاة في وقتها، ثم غضب غضبا شديدا حتى أخذ في ذبح الخيول جميعها بالسيف ثم تصدق بلحومها للمساكين، وقال: (والله لا تشغليني عن عبادة ربي).

– وابتعد سيدنا سليمان عن الخيل خوفا من عذاب الله، فكافئه الله تعالى بأنه سخر له الريح تجري بأمره وتذهب به حيث يريد، وقال تعالى (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ)


وفاة سيدنا سليمان:


قبل موت سيدنا سليمان بعامين تقريبا ظل في

بيت المقدس

، وظل يتعبد ويصلي ويقوم الليل، بينما تدور المملكة تبعا لأوامره، وكان عليه السلام قد اعتاد أن يفعل ذلك كل فترة ليتعبد في البيت المقدس، وكان يصلى عندما توفى لكنه ظل واقفا متكأ على عصاه، واستمر الجن في العمل بما أمرهم به سيدنا سليمان.

وكان الجن كل فترة ينظرون إلى داخل بيت المقدس فيجدونه مازال واقفا فيعتقدون أنه ازال حيا، وظلوا هكذا حتى تهالكت عصاه وتآكلت فسقط على الأرض، وعندما علم الجن بوفاته أصيبوا بالخوف والفزع واعترفوا أن قدرتهم على معرفة الغيب معدومة، فلقد توفى سيدنا سليمان دون أن يعرفوا، واستمروا في العمل الشاق، وقد قال سبحانه وتعالى عن هذا (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).