الدولة البورية و سياستها الداخلية و الخارجية

الدولة البورية هي أحد السلالات التركية التي حكمت

دمشق

لمدة تعدت الخمسين عاما و امتد حكمهم حتى بعلبك و عدد من الأماكن الأخرى .


مؤسس الدولة البورية


مؤسس هذه الدولة هو ظهير الدين طغنتكين و هذا الرجل ملقب باسم ظهير الدين أتابك شمس الملوك دُقاق ابن السلطان تتش السلجوقي ، و قد تولى الحكم في دمشق وقتها ترك أمور الإدارة في دولته يد أتابكه طغتكين ، و عند توليه كان لم يتجاوز السن وقتها كان عمه واصيا عليه ، و لم يمر عدة أعوام منذ أن تمكن من الانفراد بالحكم هناك ، أجبر كلا من

الدولة العباسية

و السلجوقية على الاعتراف به


تاج الملوك بوري


كان طغتكين ألد أعداء الفرنجة و بعد أن توفي في عام 1128 م خلفه على عرش الحكم ولده المعروف باسم تاج الملوك بوري ، و كان أكبر أولاده هذا فضلا عن أن توليه الحكم ناتجا عن وصية الأب ، و في ذاك الوقت ازداد نفوذ هذه الدولة و كثر أتباعه حتى ثار عليه جماعة الباطنية ، و قد أمروا بقتله و بالفعل طعنوه ، و لكنه لم يمت بهذه الطعنة و قد توفي فعليا في عام 1132 م


السياسة الخارجية الخاصة بالدولة البورية


– واجه الأمراء البوريين العديد من المشاكل أثناء سنوات حكمهم ، و كانت هذه المشاكل في الداخل و الخارج ، و قد تمثلت المشاكل الخارجية في حدودهم المتلاصقة مع الفرنجة و منهم أنطاكية و

بيت المقدس

و طرابلس و غيرها و كان ذلك سببا في العديد من التهديدات المستمرة

– كانت هذه البلدان تعمل على تهديد الدولة البورية بفقدان موقعها التجاري ، هذا فضلا عن تهديد القوافل التجارية الخاصة بهم مما اضطر الدولة البورية لعمل العديد من المعارك مع الفرنجة ، و كان من أشهر ما اقترفوه من تعديات على الدولة البورية حينما اعتدى الفرنجة على القافلة البورية القادمة من

حلب

، و استولوا على ممتلكاتهم و أموالهم ، مما كان داعيا للمواجهة من قبل الدولة البورية حيث تمكنوا من اقتحام حصن بانياس كرد عليهم .

– بعد ذلك عمل عماد الدين زنكي و نور الدين زنكي على توحيد كل المنطقة و كا ذلك بهدف طرد الفرنجة تماما ، و على الرغم من ذلك فقد كان رد الملوك و الأمراء العرب هو التعامل مع الفرنجة على حساب الزنكيين ، مما أضعب من نور الدين زنكي و عماد الدين زنكي .


السياسة الداخلية للدولة البورية


– عانت الدولة البورية من مشاكل داخلية لا تقل خطورة عن الوضع الخارجي للدولة ، فقد كان من أهم المشاكل التي تعرضوا لها النشاط الباطني ، الذي كان سببا في العديد من الاغتيالات الداخلية ، و قد كان من أهم ضحاياهم تاج الملوك بوري .

– و قد اعتمد البوريون في الإدارة الدولة على بعض الأمراء من العسكريين ، فكانوا يعتمدون على المشورة و المعونة في إدارة البلاد ، و قد كانت الدولة مقسمة إلى حجاب و وزراء و أمراء ، و قد اعتمدت الدولة أيضا على

الدولة التركية

، هذا فضلا عن عدم إهمال دور الشعب فقد كانت الدولة السياسية تتعامل مع كافة طبقات الشعب و يهتمون بالحصول على الدعم الشعبي

– و بالفعل فالطبقة العاملة في الدولة كانت على صلة وثيقة بالحكم عدا في عصر أيام معين الدين أنر الذي شعرت هذه الطبقة بانفصال واضح عن الدولة و سياستها في ذاك الوقت .

– أما عن أشهر ملوك هذه الدولة فكانوا طغتكين ، و تاج الدين البوري ، و شمس الملوك اسماعيل ، و شهاب الدين محمود ، و جمال الدين محمد ، و مجير الدين أبق .




انتهت هذه الدولة في عام 549 هـ بعد أن تمكن السلطان نور الدين محمود من السيطرة على دمشق .