عادات وتقاليد عيد الفطر بدولة تركيا


نبذة عن دولة تركيا من الناحية السكانية :-

ينتهي رمضان بكل أيامه المبهجة من أيام طاعة وعبادة ليأتي عيد الفطر على المسلمين بكل فرحة على الكبير والصغير فأيام العيد هي أيام التواصل العائلي وتبادل الزيارات ، و يحتفل بها كل مسلم وفقاً لعاداته ، و تقاليده في البلد التي نشأ بها ، و تركيا بالرغم من أنها دولة علمانية في الأصل أي لا يوجد دين رسمي للدولة إلا أن نسبة السكان المعتنقي لدين الإسلام بها يتعدى 98% من نسبة السكان الأصليين ، منهم ما يقارب 88% من الطائفة السنية ، 15%من طائفة الشيعة العلوية.


المراسم الاحتفالية الخاصة بعيد الفطر بتركيا :-

تتميز الإحتفالات بعيد الفطر في تركيا بعدد من العادات و التقاليد ، و الذي من ضمن الأسماء التي تطلق عليه “رمضان بيرم ” أو عيد السكر  ، و يحتفل به لمدة ثلاثة أيام تكون عطلة رسمية في المدارس و المؤسسات الحكومية و الجامعات ، و يتم ارتداء الملابس الجديدة إقتضاءً بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و يرتدي الأتراك زياً خاصاً بتلك المناسبة يطلق عليه Bayramlik أي الزي الإحتفالي.

و يبدأ العيد بصلاة العيد حيث تشهد ساحات الميادين في كل المدن التركية ازدحاماً شديداً بإصطفاف المصلين لآداء

مناسك صلاة العيد

و تتميز خطبة العيد في بعض المدن التركية أنها تلقى ببعض اللغات الأخرى حسب الغالبية المقيمة في بعض هذه المدن فهناك أماكن يتم إلقاء الخطبة باللغتين التركية و العربية ثم يتم توزيع التمور و الحلويات على الأطفال المصلين كما يتم توزيع الشيكولاته على جميع المصلين للتهنئة بعيد الفطر.


العادات والتقاليد التي تتبع صلاة العيد بتركيا :-

عادةً ما يتبع صلاة العيد بتركيا القيام بتبادل الزيارات و تهاني العيد فيما بين العائلات و الأصدقاء و الجيران وهو المتبع في معظم الدول الإسلامية ، و يعتبر كبار السن هما الوجهه الأساسية في مثل تلك الزيارات حيث تعتبر بيوتهم ملتقى الجميع من كبار وصغار لتوطيد العلاقات الأسرية و لتوزيع البهجة على كل أفراد العائلة .

يقوم الأطفال بتقبيل أيدي كبار السن اليمنى ثم يتم توزيع الحلويات للضيوف كالبقلاوة و الشيكولاته و المشروبات الباردة بالإضافة للشاي و القهوة التركية ، و بالنسبة للأطفال فيتجمعوا ويذهبون لكل بيت في الحي لتقديم التهاني و الحصول على الحلوى و العيدية من الأهل و الجيران ، ثم يستكمل اليوم بحفلات موسيقى و مسارح الظل للأطفال في الساحات المختلفة للمدن ، و لعل أشهر ما تتميز به الألعاب ، و المسارح التركية في مثل هذا اليوم “هاكيفات و الكاراجوز و تقدم للأطفال بالمجان ” .

و من أبرز العادات التي يتبعها الأتراك أيضاً في مثل هذا اليوم هي ”

زيارة القبور

حيث يتوجه الكثيرين منهم إلى المقابر و التي عادةً ما تكون مزدحمة بباعة الورود التي يشتريها الزائرين ليقوموا بوضعها على قبور زويهم حيث يعتبر هذا اليوم هو يوم الوفاء للموتى ، فالأتراك يخصون أهاليهم باحترام كبير سواء كانوا أحياء أو أموات.

كما يقوم الأتراك في مثل هذا اليوم بزيارة المنتجعات والشواطئ التركية والتي تشهد أيضاً إقبالاً شديداً من السائحين العرب والأجانب في مثل هذا الوقت والتى تعتبر من أشهرها

أوزنجول

، آيدر ، شاطيئ لارا ، حيث سُجلت تركيا في الأعوام الأخيرة كالوجهة الأولى للسياح العرب و خاصة من دول الخليج ، و قد يرجع ذلك بسبب الإقبال الكبير على مشاهدة الدراما التركية و ما تعكسه من دعاية سياحية كبيرة عملت على جذب العديد من السائحين إلى

تركيا

، و تعدد مراكز التسوق فيها والتي تتمتع بقلة أسعارها ، و تقارب العادات و التقاليد بين الأتراك و العرب تعتبر من أهم الأسباب التي تجذب السائحين العرب إلى تركيا.

و يعتبر السوريون هم النسبة الأكبر من العرب في تركيا ، و رغم ما يعانيه السوريون من آلام ومعاناة بسبب الحروب إلا أن أجواء العيد السوري في تركيا تميز بصفات خاصة حيث يحتفل الأتراك و السوريون بالتقاليد المشتركة للعيد من توزيع للحلوى و تبادل التهاني بين العائلات و الأسر و الأصحاب والجيران ، كما تحتفل جاليات العرب مع السوريون بفاعليات احتفالية يتبادلون فيها التهاني و توزيع العيديات على الأطفال و الحلوى ، و إقامة المسارح و ألعاب الأطفال لبث الروح العائلية فيما بينهم.


مكانة عيد الفطر في قلوب المسلمين :-

عيد الفطر بالنسبة للمسلمين هو عيد مميز فهو يعتبر خير مناسبة لتقريب القلوب و تبادل العلاقات الأسرية و العائلية و زيادة الروابط الأسرية بين الأفراد ، كما يعتبر خير معلم وموجه للأطفال على تعلم معنى العائلة واحترام الكبير وتقديره ،مهما اختلفت العادات والتقالبد إلا أن سمة العيد واحدة في كل أقطار العالم الإسلامي ، و هي تطبيق لسنة الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام من صلاة العيد و تبادل الزيارات العائلية و العطف على الصغير و إشعاره بفرحة العيد ، و ذلك يعد العامل المشترك بين جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم .