حكم السفر إلى البلاد غير الإسلامية

كثير من المسلمين ومن أبناء المسلمين يذهبون إلى البلاد والدول الأوروبية الغير مسلمة منهم من يذهب للتعلم أو للعلاج أو للسياحة أو للعمل ومنهم من قرر الهجرة وعدم العودة إلى بلاده مرة أخرى إلا في زيارة فما هو رأي العلماء في ذلك؟


حكم السفر إلى البلاد غير الإسلامية:


يرى العلماء أن السفر للعلاج أو التعلم أو لقضاء مصلحة لا ضير فيه مادام لمدة معلومة ولقضاء حاجة ضرورية غير موجودة ببلاد المسلمين، أما بالنسبة للسفر أو للهجرة فهو ما يرى فيه العلماء خطر عظيم ومنهم سماحة

الشيخ عبدالعزيز ابن باز

الذي يرى أن السفر إلى بلاد الكفر في مجمله خطر عظيم والواجب على المؤمن أن يتقي الله ويحذر أسباب هذا الخطر فالسفر إلى بلاد المشركين وإلى البلاد التي فيها الحرية وعدم إنكار المنكر في خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه ويقع نفس الخطر على زوجته أيضًا إذا كانت معه فالواجب على جميع شباب المسلمين ترك هذا السفر وصرف النظر عنه والبقاء في بلادهم لعل الله يكفيهم شر نزغات الشيطان.

كما يوضح فضيلته أن السفر إلى تلك البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من

الزنا

وشرب الخمر وأنواع الكفر والضلال فيه خطر عظيم على الرجل والمرأة، وكم من صالح سافر وعاد فاسدًا وكم من مسلم عاد كافرًا، لذلك نرى بأن هذا السفر امر خطير وعظيم، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم: «أنا برئ من كل مسلم يقيم بين المشركين» وقال صل الله عليه وسلم: «لا يقبل الله من مشرك عملًا بعدما أسلم أو يفارق المشركين» يعني: حتى يفارق المشركين، والواجب الحذر من السفر إلى بلادهم.


حكم السفر إلى بلاد الكفر من أجل الدعوة إلى الإسلام:


صرح أهل العلم بالنهي والتحذير من السفر لكن إن كان رجل يرى عنده من العلم والبصيرة لدعوة الناس إلى الإسلام والدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وتعليم الناس التعاليم والأحكام الدينية وتبصير المسلمين وغير المسلمين هناك بمحاسن الإسلام وتوجيههم إلى الابتعاد عن الضلال والتمسك بالفضيلة والهداية فإن أمثال هذا الرجل لا خطر عليهم لما عندهم من العلم والتقوى والبصيرة التي تجعله يحافظ على دينه ولا يقع تحت تأثير أي من المغريات وإن كان يخاف على نفسه الفتنة في دينه فلا يسافر طلبًا للسلامة من أسباب الفتن والردة.


حكم السفر إلى بلاد الكفار من أجل التعليم:


يرى العلماء أنه خطر يجب الحذر منه وإذا كان السفر إلى بلادهم لضرورة فليكن من أناس يختارون ويعرف فيهم الفضل والاستقامة والعلم ورجاحة العقل وأن يكون هناك من يشرف عليهم ويتابعهم حتى يستطيع الاعتناء بهم وقت الحاجة إلى ذلك، وذلك بشرط أن يكون العلم الذي يسافر من أجله غير موجود بالداخل أي في بلاده.