الحرب العثمانية الأفشارية و أهم تفاصيلها
دارت هذه الحرب بين كلا من الأمبراطورية العثمانية و الدولة الأفشارية ، و كان ذلك في عام 1743 و حتى عام 1746 ، و كانت آخر حرب خاضها نادر شاه قبل أن يقتل .
الدولة الأفشارية
– تم تأسيس هذه الدولة في عام 1736 ، و قد قام بها آخر ملوك الدولة الصفوية ، الذي يعرف باسم نادر شاه ، حيث قام بتنصيب نفسه ملكا علي فارس ، و اتخذ مدينة مشهد عاصمة لهم ، و قد استمرت هذه الدولة حتى تمكن القاجاريون من الإطاحة بها .
– بالنسبة للأفشار فقد كانوا منحدرين من قبيلة تركمانية ، تعيش في منطقة شمال
الأناضول
، و بعدها دخلوا في الجيش الصفوي حتى انقلبوا عليهم .
– قام نادر شاه وقتها بتنظيم فصائل الجيش ، و كانت تتبع المذهب الصوفي الشيعي ، و عمل كقائد عسكري لها ، و كان له دور كبير في تدعيم هذه الحركة ، تلك التي تمكنه من اسقاط عدد من البلدان التي تصدي لها العثمانيين ، و يذكر أنه كان أكبر الغزاه الفاتحين في التاريخ الإيراني .
– أما عن أشهر ملوك هذه الدولة فقد كان نادر شاه ، ثم تلاه علي بن إبراهيم الأشفاري ، و جاء بعده ولده إبراهيم ثم شاه بن روخ بن رضا .
خلفية الحرب
– دارت هذه الحرب بعد محاولة
الفرس
لإقامه بعض التعديلات على معاهدة القسطنطينية و التي تم توقيعها في عام 1736 ، فقد طالبوا بالمذهب الجعفري ، باعتباره أحد المذاهب المتبعة في الدين الاسلامي و أنه مذهب يعتمد عليه .
– و بناء على ذلك تم إعلان الحرب على
الأمبراطورية العثمانية
على يد نادر شاه ، و كان ذلك في عام 1743 ، و قد طالب وقتها باستسلام بغداد ، و قد تمكن الفرس فعليا من الاستيلاء عليها في عام 1623 ، بعدها استولوا على الموصل في عام 1624 ، و لكن العثمانيين تمكنوا من استعادة الموصل و بغداد في عام 1638 ، و بعدها عقدت معاهدة زهاب ، و قد استمرت هذه المعاهدة بين كل من العثمانيين و الصفويين لفترة طويلة دامت حتى 85 عام ، حتى سقوط الدولة الصفوية ، و وافقت بعدها الدولة العثمانية على تقسيم الشمال الغربي من منطقة بحر قزوين ، و قد ترافق ذلك مع ظهور نادر شاه ، الذي حاول شن الحرب ضد العثمانيين ، و كذلك شن الحرب على تلك الأمبراطورية المغولية .
تفاصيل الحرب
– كان نادر شاه يحلم بالأمبراطورية التي تمتد من نهر السند وصولا إلى مضيق البسفور وقد سعى لتحقيق هذا الحلم ، حتى أنه قام بتجهيز جيش تكون من 200 الف مقاتل ، و كان معظمهم من أشد القبائل المتمردة في وسط اسيا ، و كذلك ضم عدد من جنود
القوقاز
و الفرس ، و كان وقتها يخطط لغزو القسطنطينية .
– بعد أن علم العثمانيين بتلك الاستعدادات ، قاموا هم بطبيعة الحال ببعض الاستعدادات الأخرى ، وقتها كان العثمانيون يستعدوا لإعلان الحرب ضد بلاد فارس ، و تمكنوا فعليا من الاستيلاء على مدينة كركوك و اربيل ، فضلا عن محاصرتهم لمدينة الموصل لفترة استمرت 40 يوم .
– في هذا الوقت لم يتمكن الفرس من التصدي للعثمانيين ، و انسحبوا و تراجعوا بسبب الهجوم ، فضلا عن أن بلاد فارس وقتها كانت تعاني من العديد من الثورات ،و لكن هذه الثورات قد توقفت .
– على صعيد آخر حاول نادر شاه الوصول إلى مدينة جورجيا و القتال هناك ، رغبة في تنفيذ ذلك الحلم الذي سعى إليه .
– مع بداية عام 1744 قام نادر شاه استئناف هجومه على مدينة قارص ، حيث قام بحصارها و لكنه عاد بعدها إلى مدينة داغستان ، نظرا لحدوث تمرد هناك ، و بعد ذلك تمكن من هزيمة جيش العثمانيين في معركة قارص ، و كان ذلك في عام 1745 ، و بعدها قام بمعاقبة كافة المقربين له من الحاشية ، مما أدى إلى حدوث ثورة بعدها تم إقرار السلام ، و انتهت هذه الحرب و لكن الحدود لم تتغير ، و بقيت بغداد تحت سيطرة العثمانيين .