فكرة تسطح الأرض وعدم كرويتها

سادت في الماضي العديد من الاعتقادات الغير صائبة حول الأرض وحجمها وشكلها وتحركاتها، وكان من أشهر تلك الادعاءات ما أشيع حول تسطح الأرض، والذي ثبت خطؤه فيما بعد.


فرضية الأرض المسطحة


تلك الفرضية انتشرت منذ مئات السنين واعتقد معتنقوها بأن الأرض هي كتلة مسطحة مستوية في فضاء الكون الواسع، وظلت تلك الفكرة منتشرة وشائعة إلى أن ظهرت فكرة أن الأرض كروية الشكل، وهي الفكرة التي تبناها ”

فيثاغورس

” في القرن السادس قبل الميلاد، وساهمت بشكل كبير في تطور علم الفلك اليوناني، أما عن باقي الفلاسفة فكانوا قد تبنوا فكرة تسطح الأرض، ما عدا الفيلسوف العظيم “أرسطو” الذي كان قد تقبل فكرة أن الأرض كروية وأخذ في نشر الفكرة وترويجها حتى شاعت.

وإذا تحدثنا أكثر عن فكرة الأرض المسطحة لوجدنا أنها انتشرت كثيرا في الحضارات القديمة، مثل الحضارة اليونانية الكلاسيكية، وكذا انتشرت خلال فترة العصور البرونزية والحديدية في حضارات الشرق الأدنى، وانتشرت تلك الفكرة أيضا في بلاد الهند حتى عهد إمبراطورية جوبتا، وفي امبراطورية الصين حتى القرن السابع عشر، كما كانت تلك الفكرة شائعة لدى سكان أمريكا الأصليين، الذين اعتقدوا بأن الأرض مساحة شاسعة مسطحة ومحاطة بقبة ضخمة من السماء على شكل وعاء مقلوب..


أبحاث تسطح الأرض


في محاولة جادة لإثبات فكرة تسطح الأرض، قام “صامويل شينتون” في عام 1956 بتأسيس ما أسماه بالجمعية الدولية لبحوث استواء أو تسطح الارض، وشاع اسم تلك الجمعية واشتهرت بجمعية تسطح الأرض وكانت تقع في مدينة دوفر ببريطانيا، وأخذت تلك الجمعية تروج بكثافة لفكرة أن الارض مسطحة ومستوية ولكنها واسعة للغاية وليس لها بداية من نهاية، ولكن تلك المعتقدات كانت قبل أن يطلق

الاتحاد السوفيتي

أول قمر صناعي له والذي كان بِاسم “سبتنيك”.

وكان لهذا القمر الصناعي الفضل في التقاط صور من أعلى توضح أن الأرض متكورة على نفسها بالفعل وليست مسطحة، وهو ما جعل الكثيرين يقتنعون بفكرة أن الأرض كروية ويرفضون الأفكار الخاطئة الأخرى؛ حيث تراجع عدد كبير عن دعم وتأييد الفريق الفضائي لشينتون، وبعد مرور حوالي 15 عاما، وتحديدا في عام 1972 استطاع “شارلزك جونسون” أحد مراسلي “شينتون” في كاليفورنيا أن يستولي على دور شينتون، وأخذ في إنشاء الجمعية الدولية لبحوث استواء أو تسطح الأرض.

واستطاع “جونسون” أن يجمع معه حوالي 3 آلاف عضو وأقنعهم بالفكرة، وراح يدرس ويبحث ويختبر الدراسات والنظريات التي انتشرت من قبل حول تسطح وكروية

الأرض

، ثم خرج يؤكد تسطح الأرض وأنه توجد مؤامرة كبرى ضد فكرة تسطح الأرض ومعتنقي تلك الفكرة/ وكان “جونسون” قد استند على مبرر عقيم يثبت أن هناك مؤامرة عليه وزملاءه وأعلن انه سيثبت للجميع في تجربة واقعية على سطح الأرض بأن الأرض غير كروية ولكنها مسطحة.

وبعدها بفترة وجيزة قال “إذا كانت الكرة الأرضية كروية، فبالتأكيد سيكون سطح الأجسام الكبيرة عليها سواء من اليابسة أو من الماء منحنية ويمكن قياس تلك الانحناءات”، وأعلن أنه اتجه لفحص سطح بحيرة تاهو وسطح مياه بحر السالتون لكنه لم يجد أية انحناءات، وفي عام 2004 أسس “دانييل شينتون” وهو شخص آخر غير “صامويل شينتون”- شبكة نشطة تحاول اثبات أن الأرض ليست كروية وخرج للعالم ينادي بأنه لايستطيع أحد أن يثبت بأن الأرض ليست مسطحة.


أصحاب فكرة الأرض المسطحة في العصر الحديث


ظهر في العصر الحديث عدد من العلماء والمفكرين وغيرهم ممن أخذوا يرددون بفكر أن الارض مسطحة حتى بعد ان صورت

الأقمار الصناعية

مقاطع توضح أنها منحنية ومكورة، وكان من ضمن هؤلاء الأشخاص كل من :

1-الكاتب الإنجليزي صامويل روبوثام.

2-جون جاسبر، وهو شخص واعظ ورجل دين معروف.

3- “فلاندرز” الذي تجادل مع اثنين من العلماء وأقنع الحضور بتسطح الارض.

4- المستشار “جوزيف دبليو هولدن” وهو قاضي سابق.

5- “جاشوا سلوكم” وهو رجالة يجوب العالم.

6- كما دعى لتلك الفكرة رجل الكنيسة “ويبلر جلين فوليفا” الذي تولى الكنيسة المسيحية الكاثوليكية عام 1906م.

7- وأخيرا من أفريقيا كان “محمد يوسف” مؤسس جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة.