سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم

شمل القرآن الكريم الكثير من القصص والمعجزات النبوية، ومن بينها قصص المسيح عيسى بن مريم مع الحواريين، حيث تكرر في القرآن الكريم ( الحواريين ) وتساءل الكثير عن الحواريين وأصلهم ، وما هي قصتهم مع سيدنا عيسى عليه السلام ؟ ، فالحواريين هم أتباع المسيح عيسى بن مريم وهم من آمنوا به


معني الحواريين لغة واصطلاحا

الحواري في اللغة حسب معجم المعاني : هو الذي أخلص واختير ونقي من أي عيب، وهو أيضا مبيض الثياب وهو الناصر والمؤيد والصاحب لكل نبي، وهو جمع حواريين، والحواريون هو اسم يطلق على انصار سيدنا عيسى عليه السلام

اما معناه في الاصطلاح فهم صفوة الانبياء وهم الذين أخلصوا لهم، وقيل أيضا لكل ناصر لنبيه حواري إذا بالغ هذا الناصر في نصرته وأيضا تشبيها بأنصار عيسى بن مريم عليه السلام.


من هم الحواريين




ذكر الحواريين في القرآن الكريم، في سورة آل عمران فقد قال الله سبحانه وتعالى  ) قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(


سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم

وقد سمي الحواريون بهذا الاسم لاخلاصهم لسيدنا المسيح عيسى عليه السلام، وتقديمهم المشورة والنصيحة في كل وقت يحتاجهم، حتى انهم أصبحوا اصحاب  سيدنا عيسى عليه السلام، وأصبحو أتباعه في تبليغ الدعوة ، وكانوا أخلص في نيتهم لله تعالى حيث طهر سرائرهم من أي نوع من أنواع الغش والخداع والنفاق، حتى أنهم وصلوا إلى درجة الصفاء والنقاء من أي شوائب، وهو ما جعلهم يتركون الباطل ويلبون نداء الحق.

وقيل أيضا انهم لن يخشوا لومة لائم على الرغم من اعدادهم الصغيرة ، إلا أنهم كانوا على يقين بكل ما جاء به المسيح عيسى بن مريم، حتى أنهم اعترفوا بربوبيته كاملة سبحانه وتعالي، وسلموا بكل ما انزله الله وامتثلوا لكل أوامر الحق التي نادى بها عيسى بن مريم، وقد طلبوا من الله عز وجل أن يجعلهم من الأخيار، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم ، فقال تعالى في سورة ال عمران  (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)  فاستحقوا بالفعل أن يطلق عليهم الحوارين.

وقد ذكر ابن باز في تفسيره الحواريين، فقال عنهم أنهم كانوا قصارين، وقيل سموا بذلك لبياض ثيابهم، وقيل أيضا صيادين، والصحيح ان الحواري هو الناصر، وكما جاء في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير ثم ندبهم، فانتدب الزبير رضي الله عنه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم ، أي أن لكل نبي حواري، والحواريون هم الأنصار والأعوان وأهل الأتباع والتصديق


قصة الحواريين والمائدة

بدأت قصة الحواريين والمائدة مع سيدنا عيسى عليه السلام حينما طلبوا منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، فقال تعالى (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ)،[٧] فرد عليهم عيسى عليه السلام في قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،   وهنا امرهم بتقوى الله والابتعاد عن نواهيه والالتزام بحدوده، حيث ردوا على عيسى بقولهم (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ )

ومن خلال هذا الرد أوضحوا طلبهم وهو نزول المائدة بسبب حاجتهم إلى الطعام بعدما ضيق عليهم بنو اسرائيل في الرزق، وحتى ينالوا البركة وتزداد قلوبهم بالإيمان، ويكونوا أيضا شاهدين على صدق سيدنا عيسى عليه السلام وما يقوم به من معجزات.