حكم أكل الضبع في الإسلام
جاء الإسلام رحمة للأمة وهداية لها لما فيه من التعاليم والأحكام التي تهدف إلى صلاح البشرية حتى وإن كانت تخص الطعام فما حرم الإسلام شيء إلا وجدت له عواقب وخيمة على جسم الإنسان في حالة تناوله وذلك مثل الميتة والدم و
لحم الخنزير
وكذلك لم يحل من الطعام شيء إلا وجدت له الفوائد العديد على صحة وجسم الإنسان فالإسلام اعتنى بجسم المسلم وصحته كما اعتنى بعقله.
حكم أكل الضبع:
الضبع هو عبارة عن حيوان مفترس من الثدييات يعيش ويتغذى على أكل الميتة والجيفة من الحيوانات الأخرى، يتميز بأن له ناب، وقد نهانا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نأكل كل ذي ناب حيث قال: «حرام عليكم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير» وعلى الرغم منذ لك اختلف العلماء في حلية لحم الضبع من عدمه.
فجاءت آراء الفقهاء على المذهب الشافعي والحنبلي على جوز أكل لحم الضبع واستدلوا على الحكم بحديث جابر الذي جاء فيه، عن ابن أبي عمار قال: قلت لجابر: الضبع أصيد هي؟ قال: نعم، قلت: آكلها؟ قال: نعم قلت: أقاله رسول الله صل الله عليه وسلم؟ قال: نعم. وقال فيه
الشافعي
رحمه الله في حكم أل لحم الضباع: وما زال الناس يذبحونها ويأكلونها عند الصفا والمروة من غير نكير وهو مما تستطيبه العرب، مما يعني أنه كان من اللحم الطيب عند العرب.
وقد اختلف فقهاء الأحناف مع الشافعية والحنابلة في هذه المسألة حيث أوردوا أن حديث جابر هو حديث ليس مشهور على عكس حديث التحريم الذي يعرفه عامة المسلمين، كما أنه قد تكون الإباحة والحلية كانت قل ورود نص التحريم فيه أي كان حلال ومن عادة العرب ولم ينكره الرسول ولكن جاء فيه تحريم بعد ذلك.
رأي الإمام ابن القيم في حكم أكل الضباع:
يقول
ابن القيم
رحمه الله أننا لو وقفنا على أن الرسول حرم كل ذي ناب فقط وكانت هي المعيار لنا فهذا يعني أن لحم الضباع محرم لا يمكن الاستثناء فيه، وإنما إن اعتمدنا على أنها من السباع فالسباع لا تحرم إلا بوصفين أن تكون ذان ناب وأن تعدوا على الناس وأحدهما لا يتحقق في الضباع، فهي لا تعدو على الناس، وقد أفتى رحمه الله بالإباحة فيه.
رأي الإمام ابن باز في حكم أكل الضباع:
يرى الإمام ابن باز رحمة الله بجواز أكل لحم الضبع لأنه حلال وفيه يقول رحمه الله عليه: أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «إنها صيد»، والضبع صيد بنص الحديث الصحيح عن النبي ولله فيها حكم فالذين يعرفون لحمها وجروه يقولون فيه فوائد كثيرة لأمراض كثيرة والمقصود أنها حل وإذا ذبحها ونظفها وألقى ما في بطنها وطبخها فإنها حل كسائر أنواع الصيد.