اسم فيل أبرهة في تفسير ابن كثير

قصة أصحاب الفيل من أشهر القصص عبر التاريخ ولكن هل تساءلت يومًا عن اسم الفيل بطل هذه القصة والتي وردت في القرآن الكريم؟ وما هو أسم الكنيسة التي بناها أبرهة؟ فقد بعث النجاشي بفيل عظيم ضخم لم يرى له مثيل وهذا حسب القصة في كتاب ابن كثير لأبرهة ليقاتل به قريش ويهدم الكعبة وهذا ما سوف نستعرضهه في السطور القادمة والتسي سوف تعرف من خلالها اسم هذا الفيل.


بداية القصة:


تقدم من قصة أصحاب الأخدود أن ذا نوس وكان آخر ملوك حمير وكان مشركًا هو الذي قتل أصحاب الأخدود وكانوا نصارى، وكانوا قريبًا من عشرين ألفًا فلم يفلت منهم إلا دوس ذو ثعلبان فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيًا فكتب له إلى النجاشي ملك الحبشة لكونه أقرب إليهم فبعث معه أميرين: أرياط وأبرهة بن الصباح أبا يكسوم في جيش كثيف فدخلوا اليمن فجاسوا خلال الديار واستلبوا الملك من حمير وهلك ذو نواس غريقًا في البحر واستقل الحبشة بملك اليمن وعليهم هذان الأميران: أرياط وأبرهة فاختلفا في أمرهما وتصاولا وتقاتلا وتصافا، فقال أحدهما للآخر: إنه لا حاجة بنا إلى اصطدام الجيشين بيننا ولكن أبرز إلي أبرز إليك فأينا قتل الآخر استقل بعده بالملك فأجابه إلى ذلك.


المواجهة بين أرياط وأبرهة

وحينما بدأت المبارزة بينهما كان خلف كل واحد منهما قناة فحمل أرياط على أبرهة فضربه بالسيف فشرم أنفه وفمه وشق وجهه وحمل عتودة مولى أبرهة على أرياط فقتله، ورجع أبرهة جريحًا، فداوى جرحه فبرأ، واستقل بتدبير جيش الحبشة باليمن فكتب إليه النجاشي يلومه على ما كان منه ويتوعده ويحلف ليطأن بلاده ويجزن ناصيته فأرسل إليه أبرهة يترقق له ويصانعه وبعث مع رسوله بهدايا وتحف وبجراب فيها من تراب اليمن، وجز ناصيته فأرسلها معه، ويقول في كتابه: ليطأ الملك على هذا الجراب فيبر قسمه، وهذه ناصيتي قد بعثت بها إليك، فلما وصل ذلك إليه أعجبه منه ورضى عنه، وأقره على عمله وأرسل أبرهة يقول للنجاشي: إني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يبن قبلها مثلها فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء رفيعة البناء عالية الفناء مزخرفة الأرجاء سمتها العرب “القُلَّيس” لارتفاعها لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها وعزم أبرهة الأشرم على أن يصرف حج العرب إليها كما يحج إلى الكعبة بمكة ونادى بذلك في مملكته.


كنيسة القُلَّيس بصنعاء بديلًا للكعبة

بعد إتمام البناء قرر أبرها أن يحج العرب إلى كنيسته كما يحج إلى الكعبة بمكة ونادى بذلك في مملكته إلا أن العرب العدنانية والقحطانية كرهت ذلك، وغضبت قريش لذلك غضبًا شديدًا حتى قصدها بعضهم وتوصل إلى أن دخلها ليلًا فأحدث فيها وكر راجعًا فلما رأى السدنة ذلك الحدث رفعوا أمرهم إلى ملكهم أبرهة وقالوا له: إنما صنع هذا بعض قريش غضبًا لبيتهم الذي ضاهيت هذا به، فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة وليخربنه حجرًا حجرًا.

فتأهب أبرهة في جيش كثيف عرمرم لئلا يصده أحد عنه واستصحب معه فيلًا عظيمًا كبير الجثة يقال له محمود وكان قد بعثه النجاشي ملك الحبشة لذلك يعني ليهدم به الكعبة لكن الله لم يكتب لهم النجاة ولقوا ما لقوا من أمر الطير الأبابيل.