السياسة الاقتصادية الحكيمة لعمر بن عبد العزيز

عمر بن عبد العزيز لقب بخامس الخلفاء الراشدين ، و ذلك لأنه كان شخصية شديدة الورع ، و كانت الدولة الإسلامية في عهده تنعم بالازدهار ، التي نعمت بها أيام الخلفاء الراشدين


نبذة عن الحياة المالية أيام عمر بن عبد العزيز


– عرف

عمر بن عبد العزيز

بكونه اقتصادي ناجح و مدير مالي متميز ، لذا تميز عهده برخاء اقتصادي لا يقارن بأي عهد قبله ، حتى أن أموال الزكاة في تلك الحقبة ، كانوا لا يجدون لها مصارف نظرا للرفاهية الاقتصادية التي نعمت بها البلاد .

– سياسته المالية كانت الركيزة الأهم في الحصول على تلك

التنمية الاقتصادية

، فقد سعى بشكل دءوب على التقدم في كافة مجالات الحياة ، و تمكن من محاربة الفقر و تحقيق العدالة .


أسس السياسة المالية التي تبناها


– من أهم الآثار التي أوضحت طبيعة سياسته المالية خطبته المشهورة التي تجلت فيها شخصيته ، التي تقترب من الخلفاء الراشدين و تحديدا جده عمر بن الخطاب ، حيث كان يسعى بشكل دائم على احتذاء سيرتهم و من أشهر المواقف على ذلك ، حين طلب كتابة سيرة مفصلة عن عمر بن الخطاب ليستعين بها .

– من أهم المواقف التي أظهرت شخصيته المالية العادلة ، حينما اتته عمته في يوم ما تشكو مساواته لكافة أفراد المجتمع مع أفراد عائلته ، حتى أنه كان يسترد كافة العطايا التي تصل لهم و كان رده عليها أن

الرسول صلى الله عليه وسلم

، حينما مات ترك الناس على نهر مورود بعدها تولى البعض ليحافظوا عليه ، إلى أن جاء من جعله يابسا لا قطر فيه و أنه يدعو الله أن يرد هذا المجرى كما كان .


العدل المالي و رفع المظالم


كان الأمراء السابقين له من أمراء بني أمية يطبقون العديد من الانتهاكات السياسية المالية و هذا ما دفع عمر بن عبد العزيز إلى الاهتمام بالعدل و الحق و دفع المظالم قبل الاهتمام بالسياسة المالية للدولة و ذلك لاعتقاده الراسخ أن هذه الأمور هي قلب الشريعة حيث أن شريعتنا الإسلامية أساسها تحقيق العدل و مصالح العباد و كان من أشهر مقولاته على ذلك ما من طينة أهون علي فتا ، ولا كتاب أيسر علي ردا من كتاب قضيت به ، ثم أبصرت أن الحق في غيره ففتتها


مساواة الخليفة مع الرعية


من أهم ما ميز شخصية عمر بن عبد العزيز عن غيره ، انه قد اتبع تعليمات الرسول و من بعده الخلفاء الراشدين في التعامل مع الرعية ، فقد كان يعمل بشتى الطرق على أن يساوي نفسه معهم ، حتى أنه قيل عنه أنه لا يذوق السمن و اللبن حتى يطمأن أنه قد لبى احتياجات الرعية ، هذا إلى جانب أنه كان يعمل على مبدأ اعطي كل ذي حق حقه ، و كان هذا أحد أهم أركان تثبيت سلطانه و تقويه بيت المال في عصره .


تقوية بيت المال


من أهم الأمور التي سعى إليها في تقوية موارد الدولة أمر الجباية العادلة ، حيث كان يعمل على جباية الخراج بشكل عادل ، فضلا عن أنه أمر بإعادة الأموال المنهوبة ، و إقامة مشروعات تنموية تخدم المجتمع بأسره ، هذا فضلا عن محاربة الفساد المالي و الرشوة ، التي تظهر على شكل هدايا كذلك اهتم بفريضة

الزكاة

العينية ، و اغدق في الإنفاق على الفئات الفقيرة و المحرومة في الدولة .


تحقيق الرخاء الاقتصادى


كان الهدف الأساسي للخليفة عمر بن عبد العزيز ، هو تنمية موارد الدولة و تقوية الأسس التي تستند إليها الدولة ، لم يسعى أبدا لأي منافع شخصية ، و كان خير قدوة فقد كان كافة ما يملك من أموال و أراضي ، ملكا لبيت المال .