تفسير ” قل أعوذ برب الفلق ” وبيان فضلها

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [سورة الفلق: 1-5]، بيان فضل سورة قل أعوذ برب الفلق مع تفسير الآيات فيها.


بيان فضل سورة الفلق:


قال

الإمام أحمد

: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، عن القاسم أبي عبدالرحمن، عن عقبة بن عامر قال: بينما أنا أقود برسول الله صل الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي: « يا عقبة ألا تركب؟ » قال: فأجللت رسول الله أن أركب مركبه، ثم قال: « يا عقيب ألا تركب؟ » قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صل الله عليه وسلم، وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال: « يا عقيب، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ » قلت: بلى يا رسول الله، فأقرأني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صل الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مر بي فقال: « كيف رأيت يا عقيب، اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت».

عن جابر بن عبدالله قال: قال لي

رسول الله

صل الله عليه وسلم: « اقرأ يا جابر » قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال: « اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} » فقرأتهما، فقال: « اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما »


تفسير الآيات من سورة الفلق:



{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}:

عن

ابن عباس

الفلق: الصبح، الخلق ، وقال كعب الأحبار: الفلق بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره، وروي عن زيد بن علي عن آبائه، الفلق: جب في قعر جهنم عليه غطاء، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه، قال ابن جرير والصواب: أنه فلق الصبح وهو ما جاء به

البخاري

في صحيحه.

{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}:

أي من شر جميع المخلوقات، وقال الحسن البصري: جهنم وإبليس وذريته مما خلق،

{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}:

قال مجاهد: غاسق الليل إذا وقب غروب الشمس، وقال الحسن، وقتادة: إنه الليل إذا أقبل بظلامه، قل الزهري: الشمس إذا غربت، عن أبي هريرة: كوكب، وقالت عائشة رضي الله عنها: أخذ رسول الله صل الله عليه وسلم بيدي، فأراني القمر حين يطلع، وقال: « تعوذي بالله من شر الغاسق إذا وقب »


{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}:

قال الضحاك: يعني السواحر، قال مجاهد: إذا رقين ونفثن في العقد،

{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}:

ومنه أن

جبريل

جاء إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: اشتكيت يا محمد؟ فقال: «نعم»، فقال: باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل حاسد وعين الله يشفيك.