الفرق بين الذنوب والسيئات

الإنسان بطبعه يخطئ، و قد نرتكب الذنوب و السيئات، و لكن يجب أن نتوب عنها و نكفر عن سيئاتنا، و سوف نوضح هنا الفرق بين

الذنوب

و السيئات و كيف نتوب إلى الله.


ما هي الذنوب؟


الذنوب هي جمع كلمة ذنب، و الذنب هو ارتكاب كبيرة من الكبائر في الإسلام، و الذنوب تتطلب المغفرة من الله عز و جل، و لا يغفر الله ذنوب العبد بغير توبة إلى الله، فيقول الله عز و جل في كتابه العزيز في سورة آل عمران: ” بَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار”.


ما هي السيئات؟


السيئات هي جمع كلمة سيئة، و السيئة هي ارتكاب الصغائر التي نهانا الله عنها، و يقول الله عز و جل في سورة النساء: “إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا”، و بذلك يلزم بعد عمل السيئة التكفير عنها، و لذلك جعل الله كفارات للسيئات، و يؤكد على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، حيث روى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَ الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَ رَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ “.


ما هي الكبائر؟


الكبائر في الإسلام هي من عظام الذنوب، و يجب لها

التوبة

، و قد حدد الله تعالى لكل كبيرة من الكبائر عقوبة، و الكبائر هي كل ما حرمه الله عز و جلن و قد اختلف العلماء في عددها، فقالوا هي سبع كبائر فقط، و قال بعضهم بل سبعين، و قال البعض الآخر أنها سبعمائة كبيرة، و تسمي عقوبة ارتكاب الكبيرة بأنها حد من حدود الله، و قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم

: “أكبر الكبائر الإشراك بالله و قتل النفس و عقوق الوالدين و قول الزور أو قال و شهادة الزور”، و قال أيضا: “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله و ما هن؟ قال: الشرك بالله و

السحر

و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.


ما هي الصغائر؟


و أما الصغائر في الإسلام فهي تعرف باللمم، أي أنها ذنوب صغيرة و ليست من الكبائر، و لكن مع الإصرار عليها تصبح من الذنوب الكبيرة، و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: “إن المؤمن إذا أذنب ذنبا نكتت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب و استغفر صقل قلبه و إن لم يتب زادت حتى تعلو قلبه”، و من هذه الصغائر مثلا الخلق السيئ كالكذب و السب و اللعن و خصام المسلم أخيه المسلم، و عدم غض البصر، و القول بين الناس ب

النميمة

، و غيبة الآخرين، و سوء معاملة الجار، و الغضب بغير وجه حق، و السخرية من الآخرين و الاستهزاء بهم.


التوبة من الذنوب و تكفير السيئات


يقول الله تعالى ف كتابه العزيز: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا”، فأي ذنب غير الشرك بالله يغفره الله عز و جل، و شرط المغفرة هو التوبة، و التوبة لها شروط لكي تكون صحيحة و يقبلها الله عز و جل، و هذه الشروط هي كما ذكر أهل العلم: أولاً: أن يندم المذنب على ما فعله من الذنوب فيما مضى من حياته، و ثانيا: أن يمتنع عن ارتكاب هذا الذنب مرة أخرى و يتركه خوفاً من الله عز و جل، و تعظيماً له، و ثالثا: أن يعزم التائب عزما صادقا على ألا يعود إلي ارتكاب نفس الذنب مرة أخرى.

أما بالنسبة للسيئات فيقول الله عز و جل في كتابه العزيز: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ

الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ”، فيكفر الله عن سيئات الإنسان عن طريق أعماله الحسنة، و قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الحسنة تمحو السيئة و الحسنة بعشر أمثالها، و يتقرب العبد لربه بالأعمال الصالحة فيمحو سيئاته و يكتب له حسنات بدلا عنها.