بيعة العقبة الأولى
بيعة العقبة الأولى في عام 622م وفيها أن كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينتظر الحجيج كل عام ليعرض عليهم رسالته وما أتى به من خبر السماء وفي هذه السنة أسلم على يد رسول الله ستة من الحجاج كانوا من
يثرب
وهم أسعد بن زرارة، رافع بن مالك، عوف بن الحارث، قطبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبدالله، وفي السنة التالية قدموا مع مجموعة من أهلهم كانوا اثني عشر رجل سموا بالنقباء لأنهم جاءوا عن قومهم ونسائهم، وبايعوا الرسول صل الله عليه وسلم على السمع والطاعة فأرسل معهم رسول الله مصعب بن عمير يعلمهم القرآن وتعاليم الإسلام فعادوا في السنة التالية ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتان بايعوه على السمع والطاعة في السلم والحرب وهكذا رحب أهل يثرب بقدوم رسول الله إليهم فكانت العقبة الأولى هي المقدمة والخطوة السابقة لهجرة النبي صل الله عليه وسلم.
الأحاديث في بيعة العقبة الأولى:
قال
رسول الله
صل الله عليه وسلم: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذللك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله، وإن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه».
عن
عبادة بن الصامت
قال: كنت في من حضر العقبة الأولى وكنا اثنى عشر رجلًا فبايعنا رسول الله صل الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم.
عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صل الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ، وبمنازلهم بمنى: من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة؟ فلا يجد أحد ينصره ويأويه حتى أن الرجل يرحل من مضر أو من اليمن أو زور صمد، فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش ليفتنك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل، يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به، فيقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لا يبقى دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين، يظهرون الإسلام، ثم بعثنا الله فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلًا منا فقلنا: حتى متى نذر رسول الله صل الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فدخلنا حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة فقال عمه العباس: يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين،ـ فلما نظر العباس رضي الله عنه، في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت يثرب، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم، وأبناؤكم ولكم الجنة. فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أن رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فأما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله؟ قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة.
النقباء الإثنى عشر:
1. أسعد بن زرارة. 2. عوف بن الحارث.
3. معاذ بن الحارث. 4. ذكوان بن عبد قيس.
5. عبادة بن الصامت. 6. قطبة بن عامر بن حديدة.
7. عقبة بن عامر السلمي. 8. العباس بن عبادة.
9. يزيد بن ثعلبة. 10. رافع بن مالك.
11. عويم بن ساعدة. 12. مالك بن التيهان