الفرق بين النور والضوء في القرآن الكريم
هناك بعض من المعاجم في
اللغة العربية
لا تقوم بتوضيح الفرق الكبير بين كلمتي الضوء و النور، حيث تفسرهما في معظم الأوقات بنفس المعنى، فالله تعالى قد ذكر هاتين الكلمتين بصياغة أخرى في الكثير من الآيات القرآنية، و هذا دليل على أن هناك فرق في المعنى حيث هناك صفة الأشعة التي تُبعث من الشمس و تسمى ضياء، و الأشعة التي تنبعث من القمر و تسمى نور.
ففي علم الفيزياء الضوء هو جميع
الأشعة الكهرومغناطيسية
التي تكون مرئية أو غير مرئية، و من هذه الأشعة أشعة جاما و الأشعة السينية، أما النور هو عبارة عن جزء صغير من الضوء موجته طولها ما بين 0.4 إلى 0.8 ميكرون و هذا يسمي بالضوء المرئي، أما بالنسبة للأشعة تحت الحمراء و
الأشعة فوق بنفسجية
فهي تكون غير مرئية، فهي عبارة عن ضوء و ليس نور
ما هو الفرق بين الضوء و النور :
هناك تطور في العلم بصورة سريعة قد يشهده عصرنا الحالي، حيث استطاع علماء الفلك التفريق بين القمر و النجوم، و أيضا تحديد الفرق بين الأشعة التي تبعث من كل منها، فهذه الاكتشافات تم أكشافها من وقت قريب على الرغم من ذكرها في القرآن الكريم من 1400 سنة، فهذا دليل على الإعجاز القرآني.
قام مجموعة من علماء الفلك بالتفريق بين الأقمار و النجوم، فالنجوم أكبرها الشمس و هى من الأجسام المشعة ، حيث يتم انبعاث الإشعاعات و الضوء منها، أما القمر يعتبر من الأجسام المعتمة التي تقوم بامتصاص جزء من الضوء الذي ينبعث من النجوم، حيث تعكس جزء كبير من هذا الضوء على سطح القمر، و تسمى هذه الأشعة المنعكسة بالنور ، و في اللغة العربية يتم التفريق بين الضوء و النور حيث :
– يعرف الضوء :
بالأشعة التي تصدر من شيء و تكون مثل النار، النجوم، الشمس.
– يعرف النور بأنه :
الأشعة المكتسبة من خلال الأجسام المعتمة كالقمر.
و قد وضح بعض المفسرين بأن معنى الضوء هو الإنارة القوية، ففي هذه الحالة يكون الضوء أقوى من النور، و ذلك بسبب الضوء الذي ينبعث من الأجسام الملتهبة هى التي تمتلك تلك الحرارة القوية، أما بالنسبة للقمر فهو لا يلتهب ولا يشتعل بل يعكس ضوء الشمس الذي يصل إليه ليقوم بإنارة ما حوله.
وصف الله سبحانه وتعالى ذاته بالنور :
قد ذُكرت كلمة ضوء في
القرآن الكريم
في ست آيات، لكن وردت على هيئة مشتقات لكلمة الضوء، أما النور قد ذكر 49 مرة هو و مشتقاته، قام الله تعالى بوصف نفسه بالنور و لم يصف نفسه بالضياء في الكثير من الآيات في القرآن الكريم، و قد قام العلماء بتفسير ذلك بأن الله تعالى و هو الذي يهدي كل من في السموات و الأرض، يعني بذلك أن هداية الله- سبحانه وتعالى- قد ظهرت بكل و ضوحها في الأرض و البحار، و السبب في استخدام كلمة نور بدلاً من الضوء، هو أن الضوء يعمل على إزالة الظلمات و العتمة من حوله وذلك بسبب إنارته القوية، أما النور فهو خط واضح بين الظلال و الهدى.
اراء بعض العلماء و المفسرين في الفرق بين النور و الضوء :
الكثير من علماء اللغة لا يؤكد أن النور هو عبارة عن انعكاس الضوء و ليس نور بحد ذاته، ويقولون بأن هذا التعريف هو تم معرفته من خلال الحكماء و
الفلاسفة
الذين ينشغلون بعلم الفلك ، أما في اللغة العربية و القرآن لا دليل على هذا التعريف، حيث قال من أهل اللغة ( كابن السكيت): بأن الضياء و النور مترادفان، و ليس هناك تفرقة بينهما في اللغة، وأن ما تم ذكره في القرآن الكريم من إنساب كلمة الضوء للشمس، و كلمة النور للقمر انما بسبب التنوع في العبارات، و التفنن في المترادفات.
وهناك بعض المفسرين و اللغويين يرى في كلمة النور أنها كلمة لا تسبب أي أذى أو إحراق، فهي إشراق نقي يقوم بنشر الضوء لمن حوله سواء كان هذا النور معنوي أو حسي، لذلك الأنسب عند وصف الله سبحانه و تعالى بالنور