خصائص السيرة النبوية

اختصت

السيرة النبوية

بالكثير من الخصائص والمميزات والتي ميزتها عن أي سيرة ذاتية أو شخصية وهذه المميزات تتلخص في ثبوت صحة هذه السيرة النبوية، وكذلك وضوح هذه السيرة وضوحًا تاماً، وتناول الجانب الإنساني من سيرته كونه بشر عادي، وصدقه قبل الدعوة الذي هو دليل صدقه فيما جاء به من امر الدعوة، وأخيرًا شهدة خصومه وأعدائه له، وشهادة الصحابة رضوان الله عليهم.


أولاً: ثبوت صحة السيرة النبوية:


1. اشتمال

القرآن الكريم

على مجموعة من الآيات التي تقر بالكثير من الأحداث التي عاصرها النبي وكذلك الحديث عن ذاته وصفاته، وطبيعة الرسالة التي جاء بها، والتي خصه الله بها دونًا عن عباده مع بيان وتوضيح موقف الناس من هذه الدعوة سواء بالتصديق والإيمان أو بالرفض والصد، كما تناولت الكثير من الآيات الصراع الدائم بين الرسول صل الله عليه وسلم والكفار والمشركين، والمنافقين من أهل الكتاب، وجاءت بعض الآيات شاهدة على الغزوات التي تمت من أجل إعلاء كلمة الحق.

2. اشتمال كتب السنة النبوية، والتي تم تأليفها بواسطة علماء الحديث للحفاظ على السنة النبوية، على أبواب السيرة و

الغزوات

والجهاد حتى أصبحت تلك الأبواب جزءًا من السنة النبوية، وتم إسناد النقل فيها إلى الصحابة رضوان الله عليهم.

3. إفراد بعض علماء السيرة النبوية بتآليف مستقلة، عملوا فيها على رد الأحداث بالأسانيد إلى رواتها وقائليها، ومنهم موسى بن عقبة، محمد بن إسحاق، وغيرهم.

4. الجهد المبذول في دراسة السيرة النبوية ومعرفة أحداثها من قل علماء الحديث، وهذه الجهود عبارة عن الدراسات المتعلقة بسرد الأحداث التاريخية، الدراسات المتعلقة بصحة السند ومعرفة درجته ومدى قبوله من عدمه، الدراسات المتعلقة بشرح الحديث وبيانه، الدراسات المتعلقة بتحليل الأحداث واستخراج الدروس والعبر وأسموه “فقه السيرة النبوية”.

5. اشتمال الشعر العربي في عهد النبوة وعهد الصحابة رضوان الله عليهم على بعض الأحداث، وتسجيله للوقائع ومن ذلك: شعر

حسان بن ثابت

، شعر كعب بن مالك، شعر عبدالله بن رواحة.


ثانيًا: وضوح السيرة النبوية:


لقد جاءت السيرة المحمدية بشيء من المميزات لا تشاركها فيها أحد حيث أن الجهد الذي توفر لنقل هذه السيرة، ومعرفة تفاصيل حياة صاحبها، لم ينالها غيره ولم يدركها من الناس صلوات الله وسلامه عليه، وذلك من خلال سيرته الذاتية ومعرفة نسبه وأصله، وسيرته الاجتماعية في إطار الدعوة والرسالة والعلاقات الاجتماعية الخاصة


ثالثًا: تناول سيرته من خلال كونه بشر:


قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف:110]، وذلك من خلال ممارسة النبي لحياته من خلال إمكانيات البشر، وقدراتهم ومتطلبات وجودهم، موقعه ين الناس موقع النبي المرسل دون تقديس، حتى أنه وجد عند أصحابه وأتباعه من الجراءة على التعامل معه ضمن إطار بشريته، فيقولون له نعم ولا.


رابعًا: السيرة النبوية سيرة شاملة:


كانت سيرته صل الله عليه وسلم متعددة الجوانب تشمل الدنيا والأخرة، وذلك لما يأتي: التوازن الغريب الذي استطاع إيجاده في ممارسة الحياة ضمن متطلبات عالم الدنيا وهو المشهود، وعالم الآخرة وهو الغيب، واكتمال الجوانب الذاتية والاجتماعية في شخصيته فهو الأب والجد والزوج والقائد والداعية، وغيرهم مما يؤدي إلى أن تكون القدوة به في تمامها وكمالها.


الخامسة: السيرة النبوية قبل الدعوة دليل صدقه:


وذلك أن سيرته السابقة بين قومه وأخلاقه وصفاته المعروفة عندهم الصدق والأمانة، وهو ما استشهد به الرسول في بدء الأمر عند الجهر بالدعوة الإسلامية، وهو ما شهد به خصومه وأعدائه قبل شهادة أصحابه، ففي قصة هرقل مع أبي سفيان قال له: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال هرقل بعد ذلك: وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله.