دور الثقافة في إدارة المؤسسات
مما لا شك فيه أن هناك العديد من الأمور التي تؤثر على سير العمل داخل أي مؤسسة، وقد تتنوع تلك الأمور ما بين طبيعة العمل وقوانين العمل ورسالة المؤسسة وسياساتها وكفاءة العاملين ورواتبهم وما إلى ذلك من أمور تؤثر على طريقة سير العمل داخل المؤسسة، وبالإضافة لما سبق نجد أن الثقافة العامة لدى العاملين بأي مؤسسة ما يكون لها دور كبير في تحقيق أهداف وغايات المؤسسة والعمل بأسلوب ما يختلف عن غيرها من المؤسسات التي وإن كانت تنتج نفس المنتجات والخدمات إلا أن الثقافة العامة لعامليها مختلفة عن المؤسسة الأولى.
تعريف الثقافة ودورها في إدارة الأعمال
الثقافة العامة
هي أحد المعايير والضوابط التي تؤثر كثيرا على معتقدات الإنسان، وبالتالي على كافة تصرفاته وقراراته، ويظهر دور تلك الثقافة في الجانب المهني عندما تؤثر الثقافة بموروثاتها الحضارية والعادات والتقاليد والسياسات العامة التي يتبعها الفرد وتتبعها لمنظمة على تصرفات وإنجاز وجهد وإتقان وطريق عمل أو تصنيع الفرد أو المؤسسة ككل.
والثقافة العامة كذلك تمثل القيم والمعتقدات والمفاهيم وطرق التفكير المشتركة بين أفراد المنظمة، وتنشأ في الغالب من خلال خلط ومزج القيم والثقافات المختلفة الناتجة عن ثقافة وقيم الأفراد والمجتمع والجماعات داخل المنظمة مع سياسة ورسالة المؤسسة وغاياتها وأهدافها، فينتج عنهما ثقافة عامة يسير العمل على أساسها.
دور الثقافة وتأثيرها على بيئة العمل
بالطبع يكون للثقافة دور كبير إذا ما اتفقت أو اختلفت مع قوانين العمل الموضوعة، بحيث قد تنتج لدى العامل شعور داخلي بالجد والاجتهاد او بالتراخي والتكاسل، أو بالإبداع والابتكار، أو بالجمود والفشل، ومن تلك التأثيرات التي تضفيها الثقافة على
إدارات المؤسسات
ما يلي :
1- التأثير على سلوكيات الأفراد:
الثقافة تؤثر على سلوك الفرد بشكال أو بآخر، فعلى سبيل المثال إذا كان العامل مسلما ودينه يحرم شرب الخمر أو بيعه أو تصنيعه أو تقديمه، وأجبر على العمل في مصنع للخمور ولا يجد سواه ليطعم من خلاله أبناءه، فإنه سيعمل بكل تراخي وتكاسل لأن ثقافته ومعتقداته تمنعه من إتقان أو حتى مجرد الاندماج ولو سطحيا في مثل هذا العمل.
2- اتجاهات المنظمة:
كذلك تكون للثقافة دور كبير على اتاجاهات المنظمة في التعامل مع الجمهور ومع الشركات المنافسة ومع العاملين فيها، فهناك ثقافات مجتمعية تبرز من قيمة العامل وتهتم به وترفع من شأنه، بينما هنالك ثقافات أخرى تحط من شأنه وتقلل من قدره، وكل تلك الثقافات تؤثر في توجه المنظمة عند تعاملها مع العاملين، والأمر يتكرر نفسه مع العملاء والمنافسين وغيرهم من الجهات التي تتعامل مع المؤسسة وفق ثقافة وتوجهات القائمين عليها.
3- وضع خطط واستراتيجيات المؤسسة:
لا شك أن لكل مؤسسة رسالة ما وسياسة عامة تعتمد على توجهات صاحبها ومديرها وعليها يتم وضع الخطط والاستراتيجيات التي تتفق مع ما يراه مديرها صحيحا، وتختلف مع ما يرفضه هو وفق ميوله وانتماءاته وافكاره ومعتقداته، وقد تختلف تلك الخطط والاستراتيجيات لدى مؤسسة أخرى شبيهة في الإنتاج والعاملين والعملاء إلا أن لمديرها توجهات وثقافات أخرى.
4- الترابط أو النفور المهني:
تؤثر الثقافات العامة على طريقة تعامل العاملين داخل المؤسسة الواحدة، فقد يكون المجتمع متقارب في وجهات النظر ومتعاون والجميع يعرفون بعضهم بعضا كالمجتمعات العربية والشرق أوسطية، وقد تكون هنالك ثقافات قائمة على الحرية والتفرد وكل شخص يفعل ما يريد أينما يريد لا يعلم ولا يهتم ولا يعبأ بأمره أحد ولا حتى أسرته، وحينها يكون تماسك فريق العمل وتعاونه وترابطه ضعيف نسبيا؛ فالثقافة العامة في كثير من الأحيان ما توفر الإحساس بالذاتية والهوية لدى الأفراد وتعمل على استقرار المنظمة، كما أنها تشكل مرشد أخلاقي لسلوك الأفراد، أو عكس ذلك.