السير والتر رالي وقصة البحث عن مدينة الذهب
السير والتر رالي [1552م – 1618] أحد رجال البلاط الملكي، عرف بحبه للرحلات والمغامرات الاستكشافية، عاش في رعاية
الملكة اليزابيث الأولى
في حياتها، وبعد وفاتها تم القبض عليه هو وأسرته بتهمة التمرد على الملك جيمس، وبعد الإفراج عنه خرج برحلة استكشافية للبحث عن مدينة الذهب والتي لم يوفق فيها، قام رجال البعثة بسرقة ونهب أحد المواقع الإسبانية، وتمت معاقبة رالي على ما قام به رجاله بالحكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم في عام 1618م.
حياته ونشأته:
ولد رالي في عام 1552 في ديفون بإنجلترا، نشأ في أسرة من النبلاء مكونة من أمه كاثرين وأبيه والتر رالي وأخيه الغير شقيق همفري جيلبرت، أكمل والتر تعاليمه الثانوي والتحق بجامعة أكسفورد إلا أنه لم يكمل تعليمه الجامعي، بسبب سعيه وراء تحقيق رغباته وهواياته في الخروج في رحلات برية وبحرية ورحلات استكشافية فقد كان دائمًا يسعى إلى روح المغامرة، وهو ما جعله يتوقف عن التعليم الجامعي.
والتر رالي مستكشف في البلاط الملكي:
في عام 1580م التحق رالي بالجيش الأيرلاندي وأصبح برتبة نقيب في الجيش، ظهرت ملامح شخصية والتر القاسية من خلال قراراته الغير رحيمة والتي استخدمها في حصار اسميرويك، لقمع حركات التمرد ضد إنجلترا، حصل بعدها رالي في عام 1885م على رتبة فارس في البلاط الملكي الإنجليزي وأصبح من المقربين للملكة اليزبيث الأولى ملكة إنجلترا، التي كرمته ومنحته العديد من الأراضي في أيرلاندا، كما منحته العديد من التسهيلات في إقامة المستعمرات في أمريكا التي سعى إليها من خلال إرسال العديد من البعثات الاستكشافية، التي توصلت إلى اكتشاف المنطقة الساحلية هناك ”
ولاية فلوريدا
الآن” واطلق عليها اسم “فرجينيا” تيمنا بملكته اليزابيث التي كانت تلقب بالعذراء.
زواج رالي السري:
ونتيجة لتواجده المستمر في البلاط الملكي تعرف السير رالي على إحدى وصيفات الملكة اليزابيث وتدعى “ثروك مورتون” ونشأ بينهما قصة حب خفية أصرا بعدها على إتمام الزواج ومع توقع الرفض من الملكة اليزابيث قرر العاشقان الزواج السري بدون موافقتها أو علمها أساسًا وهو ما تم في عام 1591 إلا أنه دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فسرعان ما علمت الملكة اليزابيث بزواج والتر وثروك مورتون فقررت معاقبتهما على ذلك، بالسجن لكل منهما في
برج لندن
، ولكن سرعان ما أطلقت سراحهما وقرر بعدها والتر التقاعد من الجيش، والإقامة في ممتلكاته في دورست.
مدينة الذهب:
في عام 1594 بعد استقرار رالي في دورست، ألقي على مسامعه الحديث عن مدينة الذهب الموجودة في “أمريكا الجنوبية”، وهو ما أيقظ بداخله حبه للمغامرات فأسرع بالإبحار في رحلة استكشافية للبحث عن مدينة الذهب وأثناء الرحلة دون جميع مغامراته في كتاب، ولكنه سرعان ما عاد دون أي نتيجة، وفي عام 1603 توفت الملكة اليزابيث، وتم سجنه مرة أخرى في برج لندن هو وعائلته وخدمه على أثر رفضه وتمرده على الملك جيمس الأول، وفي عام 1616 أطلق سراحه الملك من أجل إكمال رحلته الاستكشافية للبحث عن مدينة الذهب.
إعدام رالي والتر:
أرسل والتر بعثة استكشافية أخرى ولكنها لم تنجح غي العثور على مدينة الذهب بل قام رجال البعثة بسرقة ونهب أحد المواقع الإسبانية، وعلى الفور عاد رالي مسرعًا إلى إنجلترا، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد ثار الأسبان وطالبوا بالقصاص من والتر رالي بصفته قائدًا للبعثة، وهو ما جعل الملك جيمس يميل لاسترضائهم عن طريق القبض على والتر رالي والحكم عليه بالإعدام وقد تم تنفيذ الحكم في عام 1618.