انتشار تداول العملات ( الفوركس ) وأبرز أسبابه
مصطلح تداول العملات في
أسواق المال
كما أرجعه الكثير من الباحثين تشير بدايته إلى حضارة بابل القديمة في العراق حيث كان يتم تداول العملات بينهم، حيثُ عرف البابليون التبادل بين بعضهم البعض منذ القِدَم، وقد كان التجار في بابل يقومون بتبادل بضائعهم فيما بينهم ومن يملك شيئا ويريد شراء شيء آخر يوجد لدى غيره يبدا في التفاوض معه على ثمنه.
مفهوم تداول العملات
يشير هذا المصطلح تحديدا إلى تداول العملات الأجنبية أي غير المحلية لأي دولة كانت، وذلك يكون ضمن ما يطلق عليه بالبورصة، أو سوق المال وهي متواجدة الآن في جميع بلاد العالم ، ويعرف دوليا كمصطلح إقتصادي بكلمة (
فوركس
) ، ويشارك فيه الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات كالبنوك العالمية، وكذلك الشركات العملاقة، وبعض الأفراد المتداولين، وكذلك بعض المنشئآت الدولية، ويعد السوق المالي هو الأكبر عالميا لتداول العملات عن أي نشاط استثماري آخر يمكن أن يستبدل فيه الأشخاص عملاتهم في الشراء والبيع وما إلى ذلك.
أهم أسباب انتشار عملية التداول
1- زادت عملية تداول العملات نتيجة لتطور وسائل الإتصالات، وبالتالي توافر التقنيات الحديثة وانتشارها والتي تساهم في نقل الأموال والتواصل عبر شبكات الإنترنت ومعرفة تقييم الشركات وحجم منتجاتها وتبادلها التجاري ومدى فاعلية ربحية الشراء منها أو البيع إليها وما إلى ذلك.
2- رغبة المستثمرين في الربح السريع دون الدخول في مشروعات تنتظر الإنشاءات والضرائب والعمالة والأجور والإنتاج والتوزيع وما إلى ذلك، فمنهم من يشاركون في مشروعات قائمة بالفعل عبر شراء أسهم في رؤوس مال تلك الشركات وبالتالي تعود عليهم بالربح السريع الجاهز.
3- انتشار وجود الوسطاء في البورصة والذين سهلوا كثيرا على المستثمرين أن يشاركوا في
البورصة
دونما أن تكون لديهم فكرة قوية عن المجال وعلومه وتفاصيله.
4- رغبة كبار رجال الأعمال وأصحاب الممتلكات والأثرياء في أن تكون لهم أسهم في كبرى الشركات والمصانع حتى يوسعوا من نشاطاتهم وأرباحهم.
5- رغبة بعض الساسة ورجال الأحزاب على أن تكون لهم نفوذ في معظم مؤسسات الدولة وبالتالي يلجؤون لشراء أسهم في شركات ومؤسسات كبرى ومهمة ولها دور واسم بارز في الدولة.
6- عدم الحاجة لمكاتب وشركات ومقرات من أجل إدارة العمل، وفقط يحتاج المضاربون إلى جهاز حاسوب متصل بشبكة الإنترنت، وحتى أنه لا يحتاج لذلك بل يلجأ لوسيط مسجل في البورصة ويحق له التداول والبيع والشراء نيابة عن هذا المستثمر ثم يأخذ نسب محددة من الأرباح.
كل ما سبق ساعد كثيرا على انتشار تداول العملات في أسواق المال، وتلك الأنشطة التداولية ازادت كثيرا في الآونة الأخيرة حتى أصبحت تُباع وتُشْتَرَى آلاف الملايين من العملات أو الدولارات في كل ثانية حول العالم، وآخر إحصائية في هذا الأمر تقدر حجم التداول اليومي للعملات بثلاثين ألف مليار دولار أميركي يوميا، ومعظم الدول الأوروبية كذلك ودول شرق آسيا خاصة تلك المنتجة للتقنيات الحديثة والنمور الآسيوية وغيرها من الدول التي تحتل مكانة كبرى على خريطة التصدير والبيع والشراء وتحقق نشاطا ملحوظا في المجال الاقتصادي حول العالم.
والجدير بالذكر أن الوطن العربي رغم انتشار نشاط التداول فيه بشكل كبير إلا أنه لا يمثل نسبة كبيرة في مجال
تداول العملات
حول العالم، حيث نجد الغرب ودول أوروبا والأمريكتين مساهمون بقوة حتى في اسواق المال العربية يشترون ويبيعون حصصا وأسهما، بينما معظم العرب مازالوا في طور الخوف من المضاربة بسبب انتشار التحذيرات والقصص والحكايات حول من خسروا الملايين وفسدت حيواتهم وشردت أسرهم وابنائهم وهناك من تعرض للسجن بعد عجزه سداد ديون كان قد اقترضها للمشاركة في البورصة وما إلى ذلك من حكايات.